مهارة إدارة الصف
تعمل الادارة على تنظيم الجهود واستثمارها إلى أقصى طاقة ممكنة. والإدارة التربوية، كغيرها ، مهمتها تنظيم جهود العاملين في الحقل التربوي وتنميتها في إطار اجتماعي تشاركي وعليه فلا بد لكل عمل جماعي من شخص يتولى الإشراف عليه ، والمدرسة كوحدة تعليمية تربوية لها رئيس هو مديرها ، وهو القائد التربوي الذي يشرف على أعمال جميع من فيها من تلاميذ وعمال وموظفين ،والمدرسة تتكون من صفوف.
المقدمة
والتنظيم الصفوف وجب على المعلم معرفة كيفية ادرة وتنظيم صفه حيث يتم تنفيد الدرس في مواقف تعليمية داخل حجرة الصف في فترة زمنية محددة (60 دقيقة غالبا ) ولكي تتحقق الاهداف الاجرائية الخاصة بالدرس وتسهم بدورها في تحقيق أهداف المقرر عموما و اهداف المرحلة التعليمية ومن ثم الأهداف العامة للتربية الإسلامية ;لابد أن توظف خصائص المتعلمين في اختيار انشطة مناسبة لأعمارهم و ميولهم و يسعى بها المعلم إلى إشباع حاجاتهم و استثارة الدافعية لديهم لتحقيق تعلم فاعل يظهر فيه الطلاب مواهبهم المختلفة ,ويصقل فيه ملكاتهم العقلية المتنوعة في جو تعليمي اجتماعي تربوي دافئ,ولكي يحقق المعلم هذا الجو ينبغي على المعلم التنبه والالمام بجل المهارات والاجراءات والنصائح التي تساعده على ضبط الصف والتي سنتطرق اليها في هذا التقرير .
I. مفهوم الإدارة الصفية
ﺃﺨﺫﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ الصف ﻤﺩلوﻻﺕ ﻭﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻤﺘﻌﺩﺩﺓ ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻤﻥ ﻴﻌﺭﻓﻬﺎ ﺃﻨﻬﺎ :
· هي مجموعة الممارسات المنهجية و اللا منهجية التي يؤديها المدرس اثناء تواجده داخل غرفة الصف , وهي علم له أسسه وقواعده و في الوقت ذاته هي فن تطبيق هذا العلم .
· مجموعة النشاطات التي يقوم بها المعلم لتأمين النظام في غرفة و المحافظة عليه .
· اما التعريف الأخر فيرى ان الإدارة الصفية هي :مجموعة نشاطات التي يؤكد فيها المعلم على إباحة حرية التفاعل للتلاميذ في غرفة الصف.
ويتبين من هذا التعريف أنه يأخذ الاتجاه الفوضوي في الإدارة الذي يؤمن بإعطاء الحرية المطلقة للتلاميذ في غرفة الصف وهو اتجاه متطرف , أما من وجهة نظر أصحاب المدرسة السلوكية في علم النفس فإن إدارة الصف تمثل مجموعة من النشاطات التي يسعى المعلم من خلالها على تعزيز السلوك المرغوب فيه لدى التلاميذ و يعمل على إلغاء و حذف السلوك غير المرغوب فيه لديهم .
· وهناك تعريف يرى أن الإدارة الصفية تمثل مجموعة من النشاطات التي يسعى المعلم من خلالها إلى خلق و توفير جو صفي تسوده العلاقات الاجتماعية الإيجابية بين المعلم و تلاميذه و بين التلاميذ انفسهم داخل غرفة الصف.
وبذالك يمكن تحديد مفهوم إدارة الصف على انها العملية التي تهدف إلى توفير تنظيم فعال من خلال توفير جميع الشروط اللازمة لحدوث التعلم لدى التلاميذ.
II. أهمية الإدارة الصفية
يمكن تحديد أهمية الإدارة الصفية في العملية التعلمية من خلال كون عملية التعليم الصفي تشكل عملية تفاعل إيجابي بين المعلم وتلاميذه , ويتم هذا التفاعل من خلال نشاطات منظمة ومحددة تتطلب ظروفا وشروطا مناسبة تعمل الإدارة الصفية على تهيئتها , كما تؤثر البيئة التي يحدث فيها التعلم على فاعلية عملية التعلم نفسها , وعلى الصحة النفسية للتلاميذ , فإذا كانت البيئة التي يحدث فيها التعلم بيئة تتصف بتسلط المعلم ,فإن هذا يؤثر على شخصية تلاميذه من جهة ،وعلى نوعية تفاعلهم مع الموقف التعليمي من جهة أخرى . ومن الطبيعي أن يتعرض الطالب داخل غرفة الصف إلى منهاجين : أحدهما أكاديمي و الآخر غير أكاديمي ,فهو يكتسب اتجاهات مثل :الانضباط الذاتي و المحافظة على النظام ,وتحمل المسؤولية , والثقىة بالنفس , وأساليب العمل التعاوني وطرق التعاون مع الآخرين , واحترام الآراء و المشاعر الاخرين .إن مثل هذه الاتجاهات يستطيع التلميذ ان يكتسبها إذا عاش مع أجوائها و أسهم في ممارستها وهكذا فمن خلال الإدارة الصفية يكتسب التلميذ مثل هذه الإتجاهات في حالة مراعاة المعلم لها في إدارته لصفه وخلاصة القول انه إذا ما اريد للتعليم الصفي أن يحقق أهدافه بكفاية و فاعلية فلا بد من إدارة صفية فعالة , ومن اهم اهدافه ما يلي
· توفير المناخ التعليمي الفعال .
· توفير البيئة الآمنة والمطمئنة للطلاب .
· رفع مستوى التحصيل العلمي والمعرفي لدى التلاميذ.
· مراعاة النمو المتكامل للتلميذ .
III. أنماط الإدارة الصفية
1. النمط الفضوي:
يسود هذا النمط لدى المعلمين ضعاف الشخصية , والمهملين الغير القادرين على جذب انتباه الطلاب فتجد التلاميذ ينتقلون بين المقاعد المختلفة ويتصرفون وفق لأهوا ئهم في غرفة الفصل دون الإحساس بوجود ضوابط لتصرفاتهم . أما المعلم فهو غير مخطط وعديم المقدرة على القيام بالجهد اللازم لتقويم سلوك التلاميذ ,غير مبادر و تكاد شخصيته تذوب بين التلاميذ بحثا عن صداقات معهم ,وبذلك تكون إنتاجية العملية التربوية ضعيفة و متدنية ,ويضيع الوقت في استفسارات التلاميذ التي لا طائل لها .
2. النمط التسلطي:
يتميز هذا النمط بمناخ صفي يتصف بالقهر و الإرهاب و الخوف ,حيث يرى المعلم في نفسه مصدرا رئيسيا بل ووحيدا للمعلومات ,وينتظر من تلامذته الطاعة التامة لتعليماته و أوامره مزاجيا في علاقته بالتلاميذ فهو الذي يمتلك القدرة على الثواب و العقاب ,مفقدا للتلاميذ ثقتهم بأنفسهم من خلال اعتمادهم عليه كليا مقوما لأي تغيير في نمطه الإداري معتبرا ذلك تحديا لسلطته .
أ - الآثار الايجابية للنمط التسلطي :
- المعلم محدد لهدفه ولذلك لا يستنزف الجهد والوقت لتنفيذ الهدف
- مستوى تحصيل الطلاب مرتفع.
ب -الآثار السلبية للنمط التسلطي:
- ظهور الإتكالية والشرود الذهني، ومظاهر الغيبة والنميمة، والخوف من المعلم والخضوع له لكف أذاه.
- فشل التلميذ في وضع أهداف لنفسه ، وضعف شديد لقدرته على التخطيط لحياته ومستقبله وضياع لشخصيته.
- الدافعية للتعلم خارجية مصدرها الثواب والعقاب مما يفقد العملية التعليمية أهم خصائصها وهي نقل أثر التعلم ، ويبقى التعديل في السلوك محدودًا ومرتبطًا بزمن الرهبة والخوف.
3. النمط الديموقراطي:
و هو ذلك النمط الذي يوفر الأمن والطمأنينة لكل من التلميذ و المعلم ، حيث يسوده جو التفاعل الإيجابي بين المعلم وتلامذته من جهة وبين التلاميذ أنفسهم من جهة أخرى، وهو يراعي النمو المتكامل للتلميذ من كل جوانبه الجسدية والنفسية، حيث يعطي للتلميذ الفرصة في التعبير عن نفسه، والتواصل والتحاور مع زملائه مما يوفر إمكانية التعلم بالأقران، ويبني شخصية الطالب الخاصة به القادرة على نقد الآراء والأفكار المطروحة، والقادرة على الإبداع، وفيها تكون الحرية للمدرس بوضع خطته الخاصة بالمنهاج وبالاتفاق مع تلامذته من حيث التقديم أو التأخير في بعض موضوعات المنهاج، أوإثراء المنهاج بما يتفق مع حاجات تلاميذه، ولذلك يحتاج هذا النمط التربوي لمدرسين ذوي كفاءة عالية حتى يتمكنوا من الحفاظ على البيئة الصحية للصف، مع الحفاظ على مستوى عال من التحصيل، فالمعلم هنا لا يعطي الأولوية لحفظ المعلومات والمعارف، ولكنه يعطيها لفهم المعلومات فهمًا صحيحًا وعميقًا، مما يتيح الفرصة أمام التلميذ لنقل اثر التعلم وتطبيقه بصورة فعالة في مواقف جديدة.
IV. مهارة ضبط الصف
وتعني هذه المهارة إيجاد جو اجتماعي تفاعلي يتم الإتصال الفعال بين المعلم و الطالب و المحتوى العلمي في ضوء اهداف الموقف التعليمي المحدد. وهذا الجو لا يوجد بشكل تلقائي بمجرد دخول المعلم وتنفيذه لإجراءات الطرق المستخدمة في عرضه للدرس فالصفوف التي تدار بطريقة جيدة و يكون فيها الاتصال مستمرا بين المعلم وجميع الطلاب بأداء ما تتطلبه منهم الأنشطة التعليمية المتنوعة ; تنشأ لأن معلمه يمتلكن صورة واضحة عن خصائص الطلاب و يتميزون بكفاءة علمية و قدرة اتصالية ومن هنا يمكننا القول أن: الخلفية الصحيحة + مراعاة خصائص المتعلم = ضبط صف طبيعي
حيث أنّ الطلاب اذا شعروا بسعة المعلم وتفهمه لهم ينجذبون للدرس وينضبطون في الصف بشكل تلقائي بينما يسري الملل وينصرف بعض الطلاب ذهنيا اذا كان الامر على العكس من ذلك. ومن المعروف ان الطلاب يختلفون بالطبائع والخلفية البيئية التربوية، وكذا المعلمون يتفاوتون في الاستعدادات الشخصية ومهارات الاتصال والتعامل مع الناس بالإضافة الى تفاوتهم في العلم والمهارات التدريسية , لهذا أصبحت مهارة ضبط الصف تحتاج الى عناية خاصة والى اجراءات متنوعة لتحقيق الجو المناسب للتعليم في حجرة الصف، فالضبط التربوي من قبل المعلم ينتج انضباطا حيويا لدى الطلاب ويحفظ لهم كراماتهم وهنالك بعض الاجراءات التي يجب على المعلم ان يتخدها من اجل ضبط الصف نذكر منها مايلي :
- ادخل الى صفك مباشرة مع بداية الحصة واحذر التاخير .
- تجول بنظرك في أرجاء الصف مركزا النظر على المنشغلين عنك.
- احرص على جدب انتباه الطلاب حتى لو اضطررت الى ان تقف صامتا برهة ولا تبدأ قبل ان يسود النظام في الصف .
- ألق السلام باشّا واثبت في مكان يراك فيه الجميع .
- قدم درسك بشئ من الحماس .
- انظر الى الطلاب أثناء الحديثك .
- اشرك اكبر عدد ممكن من الطلاب معك مراعيا الفروق الفردية بينهم .
- نوع في استخدام المثيرات , فالعقل المجهد لا يستطيع التركيز.
- تحرك حركة هادئة هادفة .
- تحقق ان جميع الطلاب يسمعونك .
- لا توجه اهتماما خاصا لاي طالب في الصف .
- لا تعطي انطباعا بأنك عصبي , متذمرا دائما وغير مكترث بما يدور.
- لا تتهكم بالفصل ككل , ولا بطالب على وجه الخصوص .
- نوع في طريقة كلامك ولا تتحدث على وتيرة واحدة .
- لا تنصرف الى كتابة الملخص بكليتك تاركا فرصة بلا عمل للطلاب .
- لا تظهر بصورة غي منظمة ولو كنت كذلك بالفعل .
- لا تركز اهتمامك على المتميزين فقط أو المتطوعين للإجابة دائما .
V. عناصر عملية الإدارة الصفية
1- التخطيط :
وهو أول المهام الإدارية للمعلم، حيث أن أي خلل في هذا الجانب ينعكس على مختلف جوانب العملية الإدارية برمتها، وقوم المعلم بوضع العديد من الخطط أهمها: الخطة السنوية، الخطة الدراسية، الخطة الزمنية للمنهاج، الخطط علاجية، خطط للمتفوقين و اخيرا المشاركة في إعداد الخطة التطويرية للمدرسة.
2- القيادة :
رغم تغير النظريات التربوية وتقلبها على مر الزمن إلا أن المدرس يبقى الرائد في العمل الصفي ولا يمكن الاستغناء عن دوره القيادي في العملية التعليمية/التعلمية، فيجب على المعلم أن يكون قادرًا على:
- خلق الدافعية للتعلم.
- مراعاة الحاجات النفسية والاجتماعية للتلاميذ.
- مواجهة الملل والضجر.
- الانتباه لميل الطالب لجذب الانتباه.
- مراعاة الفروق الفردية.
3 - التنظيم :
تعد عملية التنظيم مؤشر قوي على مدى فاعلية العملية التعليمية/التعلمية، فالمعلم الذي يدير الوقت بدقة وفاعلية هو معلم ذو خبرة ودراية ، فهو يتنقل بين مراحل الدرس المختلفة بيسر وسهولة معطيًا كل مرحلة منها ما تستحقه من الوقت ففي عملية التهيئة قد يبدأ درسه باختبار قصير يقيس خبرات التلميذ السابقة ومنتمي في الوقت ذاته لموضوع الدرس الجديد، أو يهيئ للموضوع بطريق حافزة مناسبة ، وهو قادر على تنظيم التفاعل الصفي سواء بينه وبين التلاميذ أو بين التلاميذ أنفسهم ، حيث ينظم عملية التعلم بالأقران بيت تلامذته ، وهو مبرمج لحصته فلا يداهمه الوقت فيل تحقيق أهدافه وقياسها ، وهو في الوقت ذاته منظم في عرضه لوسائل الإيضاح الملائمة والمنتمية. ويحافظ على سجلاته المختلفة بطريقة رتبة ومنظمة.
4 - التقويم :
كان مفهوم التقويم إصدار أحكام عند انتهاء مرحلة معينة فإننا ننظر للتقويم أيضًا بكونه عملية استمرارية وبذلك فهو مدخل لتعديل الانحراف عن المسار المرسوم وتقويمه ، ولا يمكن لنا أن نحكم على أية عملية تربوية إلا من خلال عملية التقويم الذي بدونه تصبح العملية التعليمية/التعلمية ارتجالية فردية غير موضوعية ، ولذلك وجب على المعلم أن يولي التقويم بأنواعه المختلفة كإعداد الاختبارات التشخيصية و التحصيلية وتحليل نتائجها أهمية خاصة ، بل يمكن اعتبار أشكال التقويم السابقة بمثابة إشارة مرور التي تعطي للمعلم الضوء الأخضر للانطلاق بأمان من تحقيق هدف لآخر.
VI. المجالات الهامة للإدارة الصفية
ان المعلم الجيد هو المعلم الذي يهتم بإدارة شئون صفه من خلال ممارسته للمهمات التي تشتمل عليها هذه العملية بأسلوب ديمقراطي يعتمد على مبادئ العمل التعاوني والجماعي بينه وبين تلاميذه في إدارة هذه المهمات التي يمكن أن تكون أبرز مجالاتها على النحو التالي:
المجال الأول: المهمات الإدارية العادية في إدارة الصف:
هناك مجموعة من المهمات العادية التي ينبغي على المعلم ممارستها والأشراف على إنجازها وفق تنظيم يتفق عليه مع تلاميذه ، ومن بين هذه المهمات :
- تفقد الحضور والغياب.
- توزيع الكتب والدفاتر.
- تأمين الوسائل والمواد التعليمية.
- المحافظة على ترتيب مناسب للمقاعد.
- الاشراف على نظافة الصف وتهويته وإضاءته.
مثل هذه المهمات وأن بدت مهمات سهلة بسيطة ولكنها مهمة وأساسية وأن إنجازها يضمن سير العملية التعليمية بسهولة ويسر، ويوفر على المعلم والتلاميذ الكثير من المشكلات، بالإضافة إلى توفير في الجهد والوقت، في حالة اعتماد المعلم لتنظيم واضح ومحدد ومتفق عليه بينه وبين تلاميذه لإنجازها على أساس اعتماد مبدأ تفويض المسئولية.
المجال الثاني: المهمات المتعلقة بتنظيم عملية التفاعل الصفي:
تمثل عملية التعليم عملية تواصل وتفاعل دائم ومتبادل ومثمر بين المعلم وتلاميذه أنفسهم ، ونظرًا لأهمية التفاعل الصفي في عملية التعليم ، فقد احتل هذا الموضوع مركزًا هامًا في مجالات الدراسة والبحث التربوي ، وقد أكد ت نتائج الكثير من الدراسات على ضرورة إتقان المعلم مهارات التواصل والتفاعل الصفي ، والمعلم الذي لا يتقن هذه المهارات يصعب عليه النجاح في مهماته التعليمية ويمكن القول بأن نشاطات المعلم في غرفة الصف هي نشاطات لفظية ويصنف البعض الأنماط الكلامية التي يدور في غرفة الصف في كلام تعلمي ، وكلام يتعلق بالمحتوى ، وكلام ذي تأثير عاطفي. ويستخدم المعلم هذه الأنماط لإثارة اهتمام التلاميذ للتعلم ولتوجيه سلوكهم وتوصيل المعلومات لهم.
و صنف البعض الآخر السلوك الصفي داخل الصف إلى :
- كلام المعلم .
- كلام التلميذ .
كما صنف كلام المعلم إلى :
- كلام مباشر.
- كلام غير مباشر.
فالكلام المباشر هو الكلام الذي يصدر عن المعلم ، دون إتاحة الفرصة أمام التلميذ للتعبير عن رأيه فيه ، أي أن المعلم هنا يحد من الحرية التلميذ ، ويكبح جماحه ويمنعه من الاستجابة وهذا فإن المعلم يمارس دورًا إيجابيًا ويكون دور التلميذ سلبيًا ومن أنماطه : التعليمات التي تصدر عن المعلم للتلاميذ.
أما كلام المعلم غير المباشر فيضم تلك الأنماط التي تتيح الفرصة أمام التلاميذ للاستجابة والكلام بحرية داخل غرفة الصف وذلك حين يستخدم المعلم أنماطًا كلامية مثل ما رأيكم ؟ هل من أجابه أخرى؟ وقد قسم كلام التلاميذ إلى قسمين : فقد يكون كلامهم، استجابة لسؤال يطرحه عليهم المعلم ، وقد يكون الكلام صادرًا عن التلاميذ. وهناك حالة أخرى يطلق عليها حالة التشويش والفوضى حيث ينقطع الاتصال بين الأطراف المتعددة داخل غرفة الصف.
وفيما يلي أصناف التفاعل اللفظي الصفي في التصنيف الأخير:
أ- كلام المعلم غير المباشر: يأخذ كلام المعلم ذو الأثر غير المباشر الأنماط الكلامية التالية :
- يتقبل المشاعر : وذلك حين يتقبل المعلم مشاعر التلاميذ ويوضحها لهم دون إحراج , فلا يهزأ المعلم بمشاعر التلاميذ وإنما يتقبلها ويقوم بتوجيهها
- يتقبل أفكار التلاميذ ويشجعها: يستخدم أنماط كلامية من شانها أن تودي إلى توضيح أفكار التلاميذ وتسهم في تطويرها.
- يطرح أسئلة على التلاميذ: وغالباً ما تكون هذه الأسئلة من نمط الأسئلة التي يمكن التنبؤ بإجابتها.
- يطرح أسئلة عريضة : وهي تلك الأسئلة التي تتطلب الإجابة عنها استخدام مهارات تفكيرية مختلفة كالتحليل والتركيب والاستنتاج والتقويم.
ب- كلام المعلم المباشر: ويأخذ كلام المعلم المباشر أنماطًا مختلفة فهو :
- · يحاضر ويشرح: فالمعلم هنا يتكلم والتلاميذ يستمعون , وبالتالي فإن تفاعلهم يتوقف عند استقبال الحقائق و الآراء والمعلومات
- · يعطي توجيهات: قيام المعلم بإصدار الانتقادات أو التوجيهات التي يكون القصد منها تعديل سلوك المتعلمين.
اما بالنسبة لكلام التلاميذ فيأخذ الأشكال التالية :
- استجابات التلاميذ المباشرة .
- استجابات التلاميذ غير المباشرة .
- مشاركة التلاميذ التلقائية.
- الكلام الإداري.
- الصمت .
- التشويش.
ويمكن القول أن التفاعل الصفي يتوقف على قدرة المعلم على تنظيم عملية التفاعل وذلك باستخدامه أنماطًا كلامية وخاصة تلك الأنماط الكلامية غير المباشرة ، لأنها تؤدي إلى تحقيق تواصل فعال بين المعلم والتلاميذ في الموقف التعليمي .
من أهم هذه الأنماط الكلامية ما يلي:
- أن ينادي المعلم تلاميذه بأسمائهم.
- أن يستخدم المعلم الألفاظ التي تشعر التلميذ بالاحترام والتقدير مثل : من فضلك ، تفضل ، شكرًا، أحسنت ،..
- أن يتقبل المعلم آراء وأفكار التلاميذ ومشاعرهم ،بغض النظر عن كونها سلبية أو إيجابية.
- أن يكثر المعلم من استخدام أساليب التعزيز الإيجابي الذي يشجع المشاركة الإيجابية للتلميذ.
- أن يستخدم المعلم أسئلة واسعة وعريضة وأن يقلل من الأسئلة الضيقة التي لا تحتمل إلا الإجابة المحددة مثل لا أو نعم أو كلمة واحدة محدودة وإنما عليه أن يكثر من الأسئلة التي تتطلب تفكيرًا واسعًا واستثارة للعمليات العقلية العليا .
- أن يستخدم النقد البناء في توجيه التلاميذ ، وينبغي أن يوجه المعلم النقد لتلميذ محدد وعليه أن لا يعمم.
- أن يعطي التلاميذ الوقت الكافي للفهم وأن يتحد ث بسرعة مقبولة وبكلمات واضحة تتناسب مع مستويات تلاميذه.
- أن يشجع التلاميذ على طرح الأسئلة والاستفسار.
ولا بد أخيرًا الإشارة إلى أمر هام لا يجوز إغفالهk وهذا الأمر يتعلق بوسائل الاتصال غير الكلامية مثل حركات المعلم وإشاراته وتغاير وجهه ، فينبغي على المعلم أن لا يصدر أي حركة أوإشارة من شأنها أن تشعر التلميذ بالاستهزاء أو السخرية أو الخوف، لان هذا يؤدي إلى عدم تشجيعه على المشاركة في عملية التفاعل الصفي.
أنماط غير مرغوب فيها لأنها لا تشجع حدوث التفاعل الصفي :
- استخدام عبارات التهديد والوعيد.
- إ همال أسئلة التلاميذ واستفساراتهم وعدم سمعها .
- فرض المعلم آراءه ومشاعره الخاصة على التلاميذ.
- الاستهزاء أو السخرية من أي رأي لا يتفق مع رأيه الشخصي.
- التشجيع والإثابة في غير مواضعها ودونما استحقاق.
- استخدام الأسئلة الضيقة .
- احتكار الموقف التعليمي من قبل المعلم دون إتاحة الفرصة للتلاميذ للكلام .
- النقد الجارح للتلاميذ سواء بالنسبة لسلوكهم أم لآرائهم.
- التسلط بفرض الآراء أو استخدام أساليب الإرهاب الفكري.
المجال الثالث : المهمات المتعلقة بإثارة الدافعية للتعلم :
تؤكد معظم نتائج الدراسات والبحوث التربوية والنفسية أهمية إثارة الدافعية للتعلم لدى التلاميذ باعتبارها تمثل الميل إلى بذل الجهد لتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة في الموقف التعليمي . ومن أجل زيادة دافعية التلاميذ للتعلم ينبغي على المعلمين القيام باستثارة انتباه تلاميذهم والمحافظة على استمرار هذا الانتباه ، وأن يقنعوهم بالالتزام لتحقيق الأهداف التعليمية ، وأن يعملوا على استثارة الدافعية الداخلية للتعلم بالإضافة إلى استخدام أساليب الحفز الخارجي للتلاميذ الذين لا يحفزون للتعلم داخليًا ، ويرعى علماء النفس التربوي وجود مصادر متعددة للدافعية منها:
1- الإنجاز باعتباره دافعًا:
يعتقد أصحاب هذا الرأي أن إنجاز الفرد وإتقانه لعمله يشكل دافعًا داخليًا يدفعه للاستمرار في النشاط التعليمي.
2- القدرة باعتبارها دافعًا:
يعتقد أصحاب هذا الرأي أن أحد أهم الحوافز الداخلية يكمن في سعي الفرد إلى زيادة قدرته ، حيث يستطيع القيام بأعمال في مجتمعه وبيئته ، تكسبه فرص النمو والتقدم والازدهار ، ويتطلب هذا الدافع من الفرد تفاعل لا مستمرًا مع بيئته لتحقيق أهدافه ، فعندما يشعر التلميذ أن سلوكه الذي يمارسه في تفاعله مع بيئته يؤدي إلى شعوره بالنجاح ، تزداد ثقته بقدراته وذاته وأن هذه الثقة الذاتية تدفعه وتحفزه لممارسة نشاطات جديدة.
3- الحاجة إلى تحقيق الذات كدافع للتعلم:
لقد وضع بعض التربويين الحاجة إلى تحقيق الذات في قمة سلم الحاجات الإنسانية فهم يرون أن الإنسان يولد ولديه ميل إلى تحقيق ذاته ، ويعتبرونه قوة دافعية إيجابية داخلية تتوج سلوك الفرد لتحقيق النجاح الذي يؤدي إلى شعور الفرد بتحقيق وتأكيد ذاته ، ويستطيع المعلم استثمار هذه الحاجة في إثارة دافعية التلميذ للتعلم عن طريق إتاحة الفرصة أمامه لتحقيق ذاته من خلال النشاطات التي يمارسها في الموقف التعليمي ، وبخاصة تلك النشاطات التي تبعث في نفسه الشعور بالثقة والاحترام والاعتبار والتقدير والاعتزاز.
أما أساليب الحفز الخارجي لإثارة الدافعية لدى التلاميذ فإنها تأخذ أشكالا مختلفة منها التشجيع واستخدام الثواب المادي أو الثواب الاجتماعي أو النفسي أو تغيير البيئة التعليمية.
المجال الرابع: المهمات المتعلقة بتوفير أجواء الانضباط الصفي:
الانضباط لا يعني جمود التلاميذ وانعدام الفاعلية والنشاط داخل غرفة الصف ، وذلك لان البعض من المعلمين يفهمون الانضباط على أنه التزام التلاميذ بالصمت والهدوء وعدم الحركة والاستجابة إلى تعليمات المعلم ، كما أن البعض من المعلمين مازالوا يخلطون بين مفهومين هما:
مفهوم النظام ومفهوم الانضباط ، فالنظام يعني توفير الظروف اللازمة لتسهيل حدوث التعلم واستمراره في غرفة الصف ، ويمكن الاستدلال من هذا المفهوم أن النظام غالبًا ما يكون مصدره خارجيًا وليس نابعًا من ذات التلاميذ بينما يشير مفهوم الانضباط إلى تلك العملية التي ينظم التلميذ سلوكه ذاتيًا من خلالها لتحقيق أهدافه وأغراضه ، وبالتالي فإن هناك اتفاقًا بين مفهوم النظام والانضباط باعتبارهما وسيلة وشرطًا لازمين لحدوث عملية التعلم واستمرارها في أجواء منظمة وخالية من المشتتات أو العوامل المنفرة أو المعيقة للتعلم لكن الفرق يكمن في مصدر الدافع لتحقيق النظام أو الانضباط ، فالنظام مصدره خارجي أما الانضباط فمصدره داخلي من ذات الفرد ولا شك أن الانضباط الذاتي في غرفة الصف على الرغم من أهميته وضرورته للمحافظة على استمرارية دافعية التلاميذ للتعلم يعد هدفًا يسعى المربون إلى مساعدة التلميذ على اكتسابه ليصبح قادرًا على ضبط نفسه بنفسه.
VII. ممارسات تحقيق الانضباط الصفي الفعال لإتاحة فرص التعلم الجيد للتلاميذ
- أن يعمل المعلم على توضيح أهداف الموقف التعليمي للتلاميذ.
- أن يحدد الأدوار التي يتحملها التلاميذ في سبيل بلوغ الأهداف التعليمية المرغوب فيها
- أن يوزع مسؤوليات إدارة الصف على التلاميذ جميعًا.
- أن يتعرف على حاجات التلاميذ ومشكلاتهم ، ويسعى إلى مساعدتهم على مواجهتها.
- أن ينظم العلاقات الاجتماعية بين التلاميذ ، وأن ينمي بينهم العلاقات التي تقوم على الثقة والاحترام المتبادل ويزيل من بينهم العوامل التي تؤدي إلى سوء التفاهم.
- أن يوضح للتلاميذ النتائج المباشرة والبعيدة من وراء تحقيق الأهداف التعليمية للموقف التعليمي.
- أن يعمل على إثارة دهشة التلاميذ واستطلاعهم وذلك من خلال أسئلة تخلق عند التلاميذ الدهشة وحب الاستطلاع.
- أن يستخدم ما يمكن تسميته ( بأسلوب الاستثارة الصادقة ) ويقصد بهذا الأسلوب وضع التلميذ في موقف الحائر المتسائل ، وذلك بأن يطرح المعلم سؤالا على تلاميذه مثل : لماذا لا تطير الدجاجة مثل العصفور ؟ علمًا بأن للدجاجة جناحين أكبر من جناح العصفور ، وقد يتبادر للذهن أن هذا الأسلوب يتشابه مع أسلوب إثارة الدهشة ،لكن خلق الصدمة يعطي استجابة أقوى من الأسلوب الأول.
- أن يستخدم أساليب التعزيز الايجابي بأشكالها المختلفة.
- أن يلجأ إلى تقسيم التلاميذ إلى مجموعات وفرق صغيرة وفق متطلبات الموقف التعليمي.
- أن يستخدم استراتيجيات تعليمية متنوعة ، فيغير وينوع في أساليبه التعليمية ولا يعتمد أسلوبا أو نمطًا تعليميا محددا.
- أن يستخدم أساليب التفاعل الصفي التي تشجع مشاركة التلاميذ وأن يغير وينوع في وسائل الاتصال والتفاعل سواء في الوسائل اللغوية أم غير اللغوية ، وعليه أن يغير نغمات صوته تبعًا لطبيعة الموقف التعليمي.
- أن يعتمد في تعامله مع تلاميذه أساليب الإدارة الديمقراطية مثل العدل والتسامح والتشاور، وتشجع أساليب النقد البناء واحترام الآراء.
- أن ينوع في الوسائل الحسية للإدراك فيما يختص بالسمع واللمس والصبر.
- أن يجنب التلاميذ العوامل التي تؤدي إلى السلوك الفوضوي .
- أن يعالج حالات الفوضى وانعدام النظام بسرعة وحزم ، شريطة أن يحافظ على اتزانه الانفعالي.
الخاتمة
ومن هذه النصائح والإجراءات ويتضح ان مهارة ضبط الصف وفن ادارته لها علاقة وثيقة بكل المهارات التدريسية التخطيطية والتنفيذية والتقويمية وعلى نجاح المعلم فيها يعتمد نجاح التدريس ككل وهذا ما أكدته كثير من البحوث النفسية والتربوية التي أجريت على فاعلية التدريس فأثبتت وجود علاقات موجبة بين أساليب المعلم في إدارة الصف وبين النتائج السلوكية المرغوب فيها لدى الطلاب بما في ذلك تحصيلهم واتجاهاتهم الدراسية.
على أية حال وعلى الرغم من أهمية كل هذه الأمور السابقة وضرورتها فلا بد من وجود المعلم القادر على فهم التلاميذ والتعامل معهم ورعاية شؤونهم الصحية والنفسية والاجتماعية والتربوية , وفهم البيئات الاجتماعية التي تحيط بهم , ومساعدتهم على التكيف الاجتماعي .