الإشكالية: الاستعمار الأوربي في إفريقيا وآسيا 1815- 1954
إشكالية الحركة الاستعمارية الأوربية على إفريقيا وآسيا من 1815 إلى 1954، لماذا تعرّضت إفريقيا وآسيا للاستعمار الأوربي؟ فكانت بدايته التعمير وتحسين ظروف العيش، ولكن اتضح فيما بعد أنه احتلال تحوّل إلى صبغة أمبريالية تستنزف طاقات الشعوب وثرواتها. إنه في الحقيقة استدمار وخبث وكراهية وعنصرية.
الوضعية الأولى: الحركة الاستعمارية أسباب وأهداف
الكفاءة المستهدفة: أن يكون المتعلم قـادرا على تحديد مفهوم الاستعمار بصفة عامة ليتحول إلى حركة استعمارية ذات أطماع منكضفة تقسّم فيه الغنائم بين الدول الأمبريالية، ويتوصل إلى استخلاص أسباب وأهداف الاستعمار
صور العبودية الامبريالية الاوربية على افريقيا |
مفهــوم الحركة الاستعمارية
حـركة سياسية و عسكرية ظهرت في أوروبا الغـربية مع بداية الفترة الحديثة (القرن 15 م)، اتسع نشاطها خلال القــرنين 18 و19م بفضل الثورة الصناعية، استهدفت الشعــوب الضعيفة في إفـريقيا،آسيـا و أمريكا اللاتينية.
الظروف التاريخية لنشأة الحركة الاستعماريـة
السندات:
فمنذ عصر النهضة الأوروبية كان زمام المبادرة في يد العالم الغربي بفضل ما تيسر له من القوة المــادية، والذي بســـط نفـــوذه تدريجيا على الأقاليم الواسعة.إن الأوروبيين تعاملوا مع التراث الإسلامي من مبدأ الرفض المعلن الذي كرسه التفوق العلمي الأوروبي في العصور الحديثة.
|
- النهضة الأوروبية و انعكاساتها.
- الكشوفات الجغرافية و نتائجها.
- الثورة الصناعية و تحولاتها الجذرية.
- الصراع الحضاري بين الشرق الإسلامي و الغرب المسيحي.
- ضعف العالم الإسلامي و تراجع دوره الريادي.
أسبـاب و أهداف الحركة الاستعمارية
1- الأسباب والاهداف الاقتصادية:
- الحاجة إلى المواد الأولية، و خاصة بعد الثورة الصناعية، بهدف استغلال و نهب ثروات المستعمرات.
- الحاجة إلى أسواق تجارية خارج أوروبا، بهدف تصريف الفائض الانتاجي و تفادي تكدسه.
- الحاجة الى مجال لاستثمار رؤوس الأموال، لهدف تحقيق الربح المادي.
- إيجاد يد عاملة رخيصة، والهدف تنشيط التجارة و تقوية اقتصاديات الدول الاستعمارية.
2- الأسباب والاهداف الحضارية:
ادعت بعض الدول الاستعمـــاريــة أنها كانت تسعى للاستعمار تحقيقا لغاية أسمى وهي نشـــر الحضـارة في غير بلاد الحضارة،و دللوا على ذلك مـن تاريخها الاستعمــاري حيث أنهم وصفـوا اسبانيــا أنها كــــانت تعمل على نشـــر المسيحيــــــــة بعقيدتها الصحيحة في البلاد المفتوحة.
- ادعـاء نشــر الحضارة والديانة المسيحية في المستعمرات، بهدف .نشر ديانة الاستعمار المسيحية.
- القضاء على ديانات هذه الشعوب وخاصة الدين الاسلامي، و تجسيد تفوق الرجل الأوروبي.
3- الأسباب والاهداف الاستراتيجية:
وهناك دوافع سياسية معروفة، تتلخص في تنافس الدول الأوروبية على توسيع ممتلكاتها وراء البحار لتدعيم نفوذها الدولي وإنشاء إمبراطوريات ترضي النزعات الاستعمـارية، والعزة القومية. ومما أزاد الأمر خطـورة،ظهور طائفة من رؤساء الحكومات وجهوا سياسة بلدانهم نحو استعمـار أراضي جديدة و إنشاء مناطق أو الاستيلاء على قواعد بحرية جديدة ،ورفع مهابة الدول وزيادة نفوذهاالرغبة في التوسع، و البحث عن مناطق النفوذ، بهدف ازدياد القوة وبناء امبراطوريات استعمارية.
- البحث عن أمجاد شخصية و وطنية، بهدف المحافظة على مصالح الدول الاستعمارية.
- ابعاد المعارضين السياسيين، بهدف تحقيق الأمن و الاستقرار داخل الدول الاستعمارية.
- انشاء قواعد عسكرية في المستعمرات، بهدف تأمين الطرق التجارية.
وقد صرّح جول فيري أمام البرلمان الفرنسي 1885 بما يلي:
"من مصلحة فرنسا التي كانت رائدة دائما برؤوس الأموال التي صدّرت منها كميات ضخمة إلى الخارج أن تنظر إلى المسألة الاستعمارية من هذه الزاوية ... إن المستعمرات مواطن استثمار ممتازة لرؤوس أموال البلدان الغنية، إلاَّ أنَّ هناك مظهرا أكثرُ أهمية من هذه المسألة: إنّ المسألة الاستعمارية هي بالذات أسواق بالنسبة للبلدان المؤهلة من حيث طبيعة صناعتها للتصدير على نطاق كبير كبلدنا، إنما هي مسألة منافذ ترويج المنتجات نفسها ..."
مقتطفات من خطاب جول فيري أمام البرلمان الفرنسي يوم 28 جويلية 1885. المرجع: تاريخ العلاقات الدولية: بيير رينوفان + جون باتيست دوروزيل – ص 448.
3- الأسباب والاهداف الاجتماعية:
هناك بعض الدول التي تعرضت إلى زيادة عــدد سكــانها زيـادة لا تتناسب مع وطنها و لا مــع مواردها ، وكانت الزيادة خطرا يهـدد الدولة في العصر الحديث ، إذ أنها تــؤدي إلى زيادة عدد العاطلين بها،ومن ثمة وجدت هذه الدولة أن استعمـــار بعض البلدان قد ينفض عن كاهلها هذا المشكل.
- النمو السكاني الكبير في الدول الاستعمارية، ما أدى إلى التخلّص من الفائض السكاني (الاستعمار الاستيطاني).
ويقول سيسيل رودس في تصريحه سنة 1898:
"كُنتُ أمس بإحدى أحياء لندن للعمال العاطلين، وحَضرتُ اجتماعا من اجتماعاتهم وقد سمعت هناك خطابات فظيعة كانت أولُها إلى آخرِها صرخات: الخبزْ، الخبزْ ... وأثناء عودتي إلى البيت كنت أُفكر بما َرأيت واقتنعت أكثر من السابق بأهمية الإمبريالية ... إنّ الفكرة التي أَصْبُوا إليها هي حلّ المسألة الاجتماعية، أعني: لكي نُنقذ أربعين مليونا من سكان المملكة المتحدة من حرب أهلية فتاكة ينبغي علينا نحن السّاسة طُلاب المستعمرات أن نستولي على أراضٍ جديدة لنرسل إليها فائض السكان ولِنَقْتَنِيَ ميادين جديدة لتصريف البضائع التي تنتجها المصانع والمناجم . فإذا كنتم لا تريدون الحرب الأهلية ينبغي عليكم أن تُصبحوا إمبرياليين ..."
المرجع: لينين، الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية، دار التقدم موسكو 1983 – ص 101.
مفاهيم مصطلحات وشخصيات الوضعية
- الاستعمـــار: امتـداد السيطــرة السياسية،الاقتصـادية، الاجتمـاعية والثقافية، و التي تفــرضها دولة قويــة على دولــة ضعيفة وقد يكـــون مبــاشرا آو غيـــر مباشر.
- المــواد الأوليـــة : مـواد يستخرجها الإنسـان من الطبيعــة ويستغلها فـي مختلف الميــــادين بعد تحــويلها كالبترول، الخشب.
- الأســـواق: أمــاكن عــرض السلـــع و البضائــــــع بغرض بيعها للمستهلكيــــن .
- مناطــــق النفـــوذ: مناطــق واقعـة في دائــــرة الهيمنــة المبــاشرة او غير المبـاشرة لقــوة معينة فـــــي مجـــالاتها السيــاسيـــة او الاقتصـــادية او العسكـــــــرية او تكون مجتمعـــــة وترتبط بمصـالح تلك الدول.
- جــول فيـــري (1832- 1893): سياســــــي و استعمـاري فـــرنـــسي ، تقلد عدة منــاصب منها وزارة المستعمــــرات بين 1883- 1885 ، وطـــد أركـــــان الإمبراطـــوريــــة الاستعمـارية الفـــرنسية فــــي إفريقيا وآسيا.
- رودس سيــــسيــــــل (1853- 1902): سياسـي واستعمـــاري بريطــانـي ترأس مستعمـــرة الكـاب بيــن 1890 – 1896، وطد أركـــان الإمبراطــوريـــة الاستعمـارية البريطـــانية في إفريقيا.