الإشكالية: العلاقات الأوربية الداخلية مدٌّ وجزر بين الحرب والسلم
إشكالية العلاقات الأوربية الداخلية بين 1815 و 1954. علاقات غير مستقرة، متذبذبة، تارة وئام وسلم وتارة صراعات وحروب. وهذا سببه الطمع والمجد والغرور حول من يتولى القيادة والزعامة على المستوى الأوربي ، ثم العالمي، ولهذا عرف أشرس الحروب مثل الحرب العالمية الاولى 1914 - 1918 - والحرب العالمية الثانية 1939- 19145. وهذا ما سنكتشفه خلال وضعياتنا.
الكفاءة القاعدية: أمام وضعيات إشكالية تعكس طبيعة العلاقـات الأوروبية الـداخلية، يكون المتعلم قادرا على تحديد وتحليل مظاهرها مستخلصا انعكاساتها القارية و العالمية باستغلال السندات التاريخية ذات الدلالة.
الوضعية الأولى: طبيعة العلاقات الاوربية الداخلية ومظاهرها
الكفاءة المستهدفة: أن يكون المتعلم قادرا على تحديد طبيعة العلاقات الاوربية وابراز مظاهرها وانعكاساتها القارية والعالمية.
جلسات المؤتمر لتقسيم الغنائم |
تحديد أهم القوى السياسية في أوروبـا
انطلاقا من النص، استخلص أهم القوى السياسية الاوربية الكبرى خلال الفترة الممتدة بين 1815 إلى 1945 ؟
القوى السياسية الاوربية
كانت انجلترا مهد الانقلاب الصناعي، لأنها تمكنت أثناء حروب الثورة و نابليون من إتقان مخترعاتهم الآلية، وبعد 1815 انتشرالانقلاب الصناعي في بقية أوروبا ...وقد سبقت فرنسا، بلجيكا و غيرها من الدول،ثم دخلت ألمانيا في هذا المضمار متأخرة بعد إتمام اتحادها ...ظلت بريطانيا مصنع العـــالم طوال 100 عام. وكانت تسير بسرعة في سبيل إحراز اعلي المراكز بين دول أوروبا بإرسال سفنها وبحارتها فوق المحيطــات و البحــار، إلى أرقي الممالك و السعي لوضع تاج سيادتها على البحار بالتوغل في المستعمرات وبتشييد أسطول قوي لم يتجاسر أحد أن ينافسه أو ينازله في الميدان ... ما وضعها في المرتبة الأولى، وفي المرتبة الثانية كانت فرنسا، روسيا، النمسا وايطاليا ... كان من أثر تحقيق الوحدتين الايطالية و الألمانية، بروز دولتين عظيمتين إلى جانب الدول العظمى الاستعمارية التقليدية، تطالبان بنصيبهما من المستعمرات وتشاركان في التنافس الاستعماري. عبد العظيم رمضان - تاريخ أوربا والعالم الحديث - ص 89 79 - 80 (بتصرف).
- الإمبراطورية البريطــانية: بريطانيا العظمى، كانت مهدا للثورة الصناعية منذ القرن 19م، حرصت على سلامة طرقها التجارية، سيطرت على أهم المنافذ البحرية و المائية لقبت بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وسيدة البحار العالمية.
- الإمبراطورية الفرنسية: ثاني قوة بعد بريطانيا أسسها نابليون بونابرت استفادت من الثورة الصناعية و توسعت في آسيا و إفريقيا، ورغم هزيمة نابليون الآ أنها تمكنت من استعادة مكانتها.
- الإمبراطورية النمساوية ـ المجريـــة: تتوسط القارة الأوربية، تتميز بنظامها المحافظ. متعددة القوميات و الأجناس.
- الامبراطورية البرتغالية: بروزها كقوة بفعل الكشوفات الجغرافية لقيت منافسة حادة من قبل فرنسا بريطانيا و هولندة.
- الامبراطورية الاسبانية: ساهمت الكشوفات الجغرافية في توسيع نفوذها نحو العالم الجديد، برزت كقوة معادية للإسلام في أوربا على أهل الأندلس المسلمين و اعتداءاتها على سواحل شمال إفريقيا (الجزائر).
- الإمبراطورية الروسية: القيصرية المعروفة بقوتها البشرية، و مساحتها الشاسعة و سياستها التوسعة، و خاصة على حساب الدولة العثمانية. تُعد أكبر الإمبراطوريات و أكثرها اتساعا و في المقابل أكثرها تخلفا اقتصاديا عسكريا و صل اتساعها إلى المحيط الهادي شرقا و توغلت في آسيا الوسطى و القوقاز جنوبا، ولكن قيام الثورة البلشفية 1917 أضعف من قوتها.
- ايطاليا و ألمانيا: برزتا كقوتان جديدتان بعد تحقيقهما لوحدتهما القـومية ( 1870-1871). إمارة بيدمونت استطاعت توحيح الامارات الايطالية بقيادة مازيني وغاريبالدي 1870. إمارة بروسيا، امتلكت مؤهلات القوة وخاصة في عهد بسمارك الذي تزعم الوحدة الألمانية 1871.
- الإمبراطورية العثمـانية: سيطرت على نسبة كبيرة من الأراضي و امتدت مساحتها لتشمل جزء من أوربا الشرقية آسيا و إفريقيا , لكن بدا ضعفها واضحا بعد مؤتمر برلين 1878 واقتسام أملاك الدولة العثمانية حتى نهايتها سنة 1924.
طبيعة العلاقات الأوروبية و مظاهرها
أثر مؤتمر فينا بقراراته و نتائجه، على مستقبل أوروبا لفترة سنوات طويلة ومنذ نهايته أخذت مظاهر تضارب المصالح بين الدول ولم يلبث أن نشب ذلك الصراع الذي استمر طيلة القرن19، عندما صارت بلجيكـــا تطالب بالانفصال عن هــولندا، و النرويج عن السويد، وصارت بولندا تنشد استقلالها، وتحاول كل من ايطاليا و ألمانيا تحقيق وحدتها ... ثم صارت الثورة في الدويلات الأقل أهمية تسعى للتخلص من حكامها الرجعيين، وإنشاء الحكومات الوطنية و القومية الدستورية، و التحرر من السيطرة الأجنبية المفروضة عليها. التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر - جلال يحي - ص 352 (بتصرف)
1 ـ طبيــعـة العلاقات الأوربية:
تميزت العلاقــات الأوروبية الداخلية في الفترة الممتدة بين 1815 إلى 1945عموما بطابع التوتر، الصراع و التنافس في كل المجالات،صراع سياسي حول طبيعة أنظمة الحكم - التجالفات وفق ما تمليه المصالح - صراع عسكري: عرفت حروبا كثيرة خاصة بين فرنسا وبريطانيا -
2 ـ مظاهر العلاقات الاوربية:
تمثلت مظاهر العلاقات الأوربية في جملة من المؤتمرات والمعاهدات والتحالفات أدت إلى وقوع صراعات و أزمات دولية.
المعاهدات والمؤتمرات:
- معاهدة باريس 1840 بين فرنسا ،النمسا ،بروسيا،وروسيا وينص تخلي فرنسا على كل ما أحرزته من مكاسب أقليمية مقابل مطالبتها بتعويضات .
- معاهدة لندن 1840: بين بريطانيا ، النمسا، روسيا وبروسيا، نصت على وضع حد لتوسعات محمد علي نحو الشام والحفاظ على الدولة العثمانية ضعيفة استعدادا لتقسيم الممتلكات بين فرنسا وبريطانيا.
- مؤتمر فيينا 1814 - 1815، والذي ناقش مسألة حروب نابليون بونابرت ومعاقبة فرنسا، وتشكيل خريطة سياسية جديدة قائمة على الأنظمة الملكية الرجعية (القديمة).
- مؤتمر برلين الثاني 1884 - 1885: اتفقت الدول الأوروبية على تقسيم النفوذ في القارة الإفريقية (نهري الكونغو والنيجر).
- مؤتمر برلين الأول 1878: اتفقت الدول الأوروبية على تقسيم أملاك الرجل المريض (الدولة العثمانية) في أوربا.
التحالفات السياسية:
- التحالف المقدس 1815: روسيا، بروسيا، النمسا. تنظيم العلاقات بين دول القارة.
- التحالف الرباعي 1815: بين روسيا، بروسيا، النمسا ،انجلترا حول دعم قرارات فينا والإبقاء على الوضع السياسي ولو بالقوة ومنع انتشار أفكار الثورة الفرنسية.
- التحالفات الثنائية: الفــرنسي الروســي 1893- الفرنسي البريطــاني 1904.
التكتلات العسكرية:
- انقسام أوروبا إلى حلفين متناقضين: الوفاق الثلاثي: فرنسا، بريطانيا، روسيا - الحلف الثلاثي: ألمانيا،النمسا، إيطايا.
الأزمات الدولية والحروب:
- أزمة مراكش 1905 وأزمة أغادير 1911مبين فرنسا وألمانيا.
- أزمة البوسنة والهرسك 1908 بعد إقدام النمسا بضم البوسنة والهرسك بدعم من روسيا على أن تسمح للنمسا بالتنقل الأسطول البحري عبر البوسفور والدردنيل لكن لم توف بوعودها فتوترت العلاقات.
- الأزمات البلقانية: 1875 - 1878 / 1912 - 1913.
- السباق نحو التسلّح.
- اندلاع عدة حروب ( حرب 1870 بين المانيا وفرنسا - الحربين العالميتين (1914 - 1945).
عـوامل التحـول في العلاقات الأوروبية
بعد فترة من التوازن والوئـام (بعد معاهدة واستفـاليا 1648 ـ 1815)، عرفت العلاقات الأوروبية الداخلية تحولا إلى التوتر و الصراع ، و من عوامل ذلك :
- نتائج الحروب الدينية خاصة حرب الثلاثين عام .
- تأثير نتائج الثورات الاجتماعية خاصة الثورة الفرنسية وحروب نابليون (تشتت صف الدول الكبرى بعد نهايتها).
- تأثير أفكار الفلاسفة والمفكرين، وانتشار الأفكار القومية ما أدى إلى اندلاع عدة ثورات سياسية (1830،1848).
- بـــروز دول قوميـــة جديدة (ايطاليا ، ألمانيا) سعت للتوســــع.
- تصاعد التوتر بين الدول الوفاق والتحالف في السباق نحو التسلح.
- اشتداد الصراع بين الدول الأوروبية حول مناطق النفوذ الاستعماري( البحث عن المجال الحيوي).
- ظهور عدة أزمات دولية مثل أزمة البوير بين انجلترا وهولندا.
- اعتماد الو.م.أ سياسة العزلة والحياد مبدأ مونرو 1823م.
- اشتداد التنافس الأوروبي حول الدولة العثمانية واقتسام أملاكها.
- اندلاع المواجهة الأوروبية الأولى
مفاهيم المصطلحات وشخصيات الوضعية
- العلاقـــــــــــات: جملة الروابط التي تجمع بين الدول في مجالات مختلفة كالعلاقـــــات السياسيــــــة والاقتصادية.
- القـــوى السياسية: هي الدول القوية ذات تأثير قاري و عالمي مثل الدولة العثمانية، النمسا والمجر.. .
- جبهة الحلف الثلاثي: تكتل شكلته كل من: ألمانيا، النمسا وايطاليا في البداية ، و التي عوضت بالدولـة العثمانية اثر انسحابها .
- جبهة الوفاق الثلاثي: تكتل شكلته فرنســـا، بريطـــانيا و روسيا قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى.
- معاهدة واستفاليا: وقعت بألمانيا في 24 أكتوبر 1648،اثر نهاية حرب 30 عاما بين ألمانيا ودول أوروبا.
- حــرب 30 عاما: حــرب دينيــة تحولت إلى حرب سياسية بين المسيحيين البروتستانت "المانيا" و الكاثوليك، دامت بين 1618 ـ 1648، انتهت بهزيمة ألمـــانيا.
- نابليون الأول (1769ـ 1821): لويس نابليون بونابرت، عسكـــري ورجل دولة فرنســــي ، قنصلا بين 1800 ـ 1804 ثم إمبراطــــورا بين 1804 ـ 1815.توسع داخل أوروبا وخارجها.
- مترنيخ كليمانس (1773 ـ 1859): سياسي نمساوي، مهندس مـؤتمر فينا 1815، مستشار الامبراطور الألماني.
- كاترين الثــــانية (1729 ـ 1796): إمبراطورة روسية بين 1762ـ1795جعلت من روسيا قوة أوروبية بسياستها التوسعية.