الإشـكـالـية: الجزائر المستقلة من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر
إشكالية السيادة الوطنية انتهت بوقف إطلاق النار في 19 مارس 1962. وانطلاقا من هذا التاريخ شرعت الجزائر المستقلة في بناء مؤسسات الدولة الجزائرية العصرية وفق أسس ديمقراطية تحترم الحريات الفردية على أساس التعاون والتضامن والمساواة في جميع الميادين بين أفراد الامة الجزائرية. ويبدأ البناء بالوثيقة الثالثة للثورة الجزائرية ألا وهي وثيقة ميثاق طرابلس
الــوضعـيةالثالثة: استعادة السيادة الوطنية و بناء الدولة الجزائرية
خروج الشعب الجزائري منتصرا 1962 |
ظروف قيام الدولة الجـزائريـة
أ- الظـــروف الســيـاسـيــــة لـقـيـــام الدولة الجزائرية:
- التوقيع على اتفاقية ايفيان الثانية في 18 مارس 1962.
- تشكيل الهيئة التنفيذية برئاسة عبد الرحمن فارس لتسيير المرحلة الانتقالية.
- استمـــرار نشاط المنظمة العسكرية السرية الفـرنسية (OAS)، لإبطال الاتفاق المبرم.
- انعقاد مؤتمر طرابلس بليبيا بين 27 ماي - 4جوان 1962، و الذي حدد الاختيارات الكبرى للجزائر المستقلة.
- تنظيم استفــاء تقـرير المصير فــي 1 جويلية 1962، 97% صوتوا نعم للاستقلال ، لتعترف فــرنسا في 3جويلية1962، و يعلن رسميا استقلال الجزائر في 5 جويلية 1962.
- تشكيل البرلمان (الجمعية التأسيسية) في 20 سبتمبر 1962 برئاسة فـرحات عباس، و التي أعلنت عن قيام الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في 26 سبتمبر 1962.
- القيود التي فرضتها اتفاقية ايفيان (التبعية لفرنسا).
- الخلاف مع المغرب الأقصى حول الحدود ( حرب الرمال 1963 )
- الصراع الداخلي حول السلطة و الذي تحول إلى حرب أهلية بين أبناء الجزائر.
ب- الظروف الإقتصادية والإجتماعية لقيام الدولة الجزائرية:
- تدهور الوضع الاقتصادي.
- افلاس الكولون لخزينة الدولة.
- التبعية الاقتصادية لفرنسا.
- صناعة استخراجية محدودة.
- زراعة تقليدية معاشية للجزائريين، وعصرية للكولون.
- تدهور الوضعية المعيشية والصحية.
- استشهاد 1.5 مليون جزائري.
- انتشار اليتامى - الأرامل- المتشردين...
- انتشار الفقر - الأمية - - الجهل - الأمراض والأوبئة ...
- انتشار ضحايا الحرب: جرحى - معطوبين - المصدومين نفسيا وعقليا ...
الاختيارات الكبرى لإعادة بناء الدولـة الجـزائريـة
إنه من الواجب توجيه السياسة الخارجية للجزائر المستقلة، بالاعتماد على مبادئ محاربة الاستعمار و الامبريالية ، ومن أجل دعم حركات الوحدة في المغرب الكبير، الوطن العربي و إفريقيا، ودعم حركات التحرر و النضال، من أجل السلم و التعاون الدولي ...إن الثورة الديمقراطية الشعبية، تشييد واع للبلاد، في إطار: مبادئ اشتراكية و سلطة في أيدي الشعب ... إن متطلبات التنمية الاقتصادية في البلاد ، تستوجب القضاء على تسلط الاحتكارات، و ذلك بمراجعة العلاقات الاقتصادية مع الخارج و مع فرنسا ... بإدخال تغيير جذري على هياكل الحياة الريفية، وتصنيع البلاد من أجل توفير حاجيات الشعب... إن الثقافة في بلادنا تتطلب استعادة الثقافة الوطنية اعتمادا على أسس علمية...و إن دورها كثقافة وطنية يتمثل في إعطاء اللغة العربية المعبرة عن القيم الثقافية لبلادنا الأهمية، فهي ستحارب هكذا الهيمنة الثقافية ، و التأثير الغربي من ميثاق طرابلس 1962 |
في الوقت الذي كانت تسير فيه الجزائر إلى الإستقلال عن فرنسا، كان لابد من اجتماعٍ بين قادة الثورة التحريرية للاتفاق على شكل الحكم ومستقبل الجزائر المستقلة، انعقد المؤتمر الذي رسم ملامح الدولة الجزائرية الحديثة في الفترة الممتدة بين 27ماي إلى4 جوان 1962 بمدينة طرابلس عاصمة ليبيا.حضر المؤتمر قيادات الثورة السياسية والعسكرية من أعضاء الحكومة المؤقتة وعلى رأسهم ابن يوسف بن خدة والقيادة العامة للأركان، وعلى رأسهم العقيد هواري بومدين، وقادة الولايات التاريخية، وبعض المسؤولين الذين أفرج عنهم بعد توقيع «اتفاقية إيفيان»، وخلال هذا المؤتمر تم تحديد المعالم الكبرى للدولة الجزائرية في نظامها السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، وختم بوثيقةٍ تاريخية عرفت باسم وثيقة طرابلس أنهت الصراع على السلطة بالجزائر باعتماد الحزب الواحد، وانتهاج النهج الاشتراكي. فخرج بمجموعة من الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ...
1- الاختيارات السياسيـة
- تشييد دولة عصرية على أسس ديمقراطية، وتكون ذات سيادة.
- السعي لتحقيق وحدة مغاربية، عربية، افريقية.
- محاربة الاستعمار و الامبريالية.
- دعم حركات التحرر في العالم.
- دعم السلم و التعاون في العالم في إطار هيئة الأمم المتحدة...
2 - الإختيارات الاقتصـــادية
- تبني النظام الاشتراكي كأسلوب للتنمية الوطنية الشاملة.
- تحقيق الاكتفاء الذاتي بتطوير الإنتاج الراعي و الصناعي.
- مراجعة العلاقات الاقتصادية مع دول العالم.
- القضاء على الاحتكار الأجنبي.
3ـ الإختيارات الاجتماعية والثقافية
- تحسين الأوضاع المعيشية للسكان، عن طريق الاعتناء بالخدمات و تحسين الحياة في الأرياف.
- استعادة الثقافة الوطنية و ترسيخ القيم الوطنية.
- التخلص من التبعية الثقافية للغرب.
- محاربة الأمية...
التطـور السيـاسي للجزائـر بين 1962 ـ 1989
دخلت الجزائر مرحلة البناء والتشييد لكل مؤسساتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، غنه الجهاد الأكبر أمام الصراعات الداخلية في طريقة قيادة البلاد بين إخوة الثورة التحريرية أمام الإرث الاستعماري الثقيل واحتكاره لثروة البترول والأراضي الزراعية الخصبة...
أ ـ على المستوى الداخلي:
- تشكيل الجمعية التأسيسية في سبتمبر 1962، و التي انتخبت أحمد بن بلة رئيسا للجمهورية في 25 سبتمبر 1962.
- اصدار أول دستور للجزائر في 8سبتمبر 1963.
- إصدار الميثاق الوطني في 21 أفريل 1964.
- حركة التصحيح الثوري في 19 جوان 1965، و التي أنهت عهد الرئيس بن بلة.
- تشكيل مجلس الثورة بقيادة هواري بومدين.
- تكريس سياسة الحزب الواحد.
- إصدار دستور وميثاق وطني جديدين سنة 1976 (وإلغاء دستور 1963، وميثاق 1964).
- إنشاء مؤسسات الدولة ( المجالس البلدية ستة 1967،الولائية سنة 1969 ، المجلس الشعبي الوطني سنة 1977 ).
- العودة على النظام الجمهـــوري الرئـــاسي بانتخاب بومدين رئيسا في 10 ديسمبر 1976.
- وفاة الرئيس يومدين في27 ديسمبر 1978، و حل مجلس الثورة في جانفي 1979.
- تعيين الشادلي بن جديد رئيسا للجمهورية في 7 فيفري 1979.
- قيام عدة اضطرابات في الوطن ( 1980، 1985، 1988).
ب ـ على المستوى الخارجي:
- الانضمام الى هيئات و تنظيمات سياسية (هيئة الأمم المتحـدة، جامعـة الدول العربية، حركة عدم الانحياز).
- إتباع سياسة محايدة اتجاه الحرب الباردة، في اطار حركة عدم الانحياز.
- نشاط الدبلوماسية الجزائرية و بروز دور الجـزائر عربيا ،إفريقيا وعـالميا (حلّ عدة خلافات: بين ايران و العراق سنة 1975، مصر و السودان سنة 1979، تراس الدورة الاستثنائية للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة 1974).
- مناهضة الاستعمـار بمختلف أشكاله، ودعـم حركات التحرر (محاربة التمييز العنصري في جنوب إفريقيا، القضية الفلسطينية).
- الدخول في مفاوضات مع فرنسا للتخلص من قيود اتفاقية ايفيان.
- السعي لتحقيق وحدة مغاربية ، عربية ، إفريقية ، إسلامية.
التطـور الإقتصادي للجزائـر بين 1962 ـ 1989
- إتباع النهج الاشتراكي و تطبيق سياسة المخططات التنموية.
- استرجاع الثروات عن طريق التأميم.
- التسيير الذاتي في الميدان الزراعي 1963 ثم الثورة الزراعية 1972.
- الدخول في عهد الإصلاح الزراعي وبداية تحرير القطاع من احتكار الدولة.
- إقامة صناعة وطنية و الاهتمام بالصناعة الثقيلة.
- احتكار الدولة للتجارة الداخلية والخارجية.
- بعد1989، إتباع نظام اقتصاد السوق و التخلي تدريجيا عن النظام الاشتراكي
- خصخصة المؤسسات الصناعية والأراضي الزراعية.
- فتح المجال امام الاستثمار الخاص الوطني و الأجنبي.
- إتباع سياسة الشراكة في التصنيع مع الأجانب.
- تحرير التجارة من احتكار الدولة.
مفاهيم مصطلحات وشخصيات الوضعية
- السيــــادة الوطنية: السيــادة الفعلية للدولـــة على إقليمها بما فيه من سكــان و ثروات، و حـرية اتخـاذ المـواقف و القـرارات.
- المفــــاوضات: حـــوار ونقـاش بين طرفين أو أكثر من أجل حل خلاف أو نزاع. تكـون بلقاءات معلنة أو سرية.
- اتفاقيات ايفيــان الثانيـــة: وقعت في 18مــارس 1962، بمدينة ايفيان الفرنسيـــة، بعد مفـــاوضات امتدت بين 7 – 18 مــــارس، بين الوفدين: الجزائري بقيادة كريم بلقاسم، والفرنسـي بقيادة لوي جوكس.
- المنظمـــــة العسكرية السرية: (OAS)منظمة ســرية فرنسيـــة أنشئت في 11 فيفـري 1961 بمدريد (اسبانيا)، دافعت عن الجزائــر الفرنسية و عارضت استقــلال الجزائـــر. قامت بعدة اعمال تخــــريبية، واغتيالات بفـــرنسا و الجزائر.
- الدستـــور: القانون الذي تسيـــر عليه دولة ما، يحدد طبيعة نظام الحكم و مختلف الحقوق و الواجبات.
الثقويم المرحلي
تشكيلة أعضاء مؤتمر طرابلس 1962
01 – محمد بن يحي رئيسا.
02 – عمر بوداوود: مسؤول فدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني.
03 – علي كافي: عقيد وقائد سابق للولاية الثانية جلس على يمين الرئيس.
04 – سعيد محمدي: وزير في الحكومة المؤقتة.
05 – محمد بوضياف: نائب رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
06 – حسين آيت أحمد: عضو في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
07 – سعد دحلب: وزير الشؤون الخارجية في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
08 – عبد الله بن طوبال: وزير بدون مهمات محددة في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
09 – كريم بلقاسم: نائب رئيس ووزير الداخلية في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
10 – بن يوسف بن خدة : رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
11 – أحمد بن بلة: نائب رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
12 – امحمد يزيد: وزير الإعلام في الحكومة المؤقتة الجزائرية.
13 – محمد خيضر: وزير بدون حقيبة في الحكومة المؤقتة الجزائرية.
14 – رابح بيطاط: وزير بدون حقيبة في الحكومة المؤقتة الجزائرية.
15 – عبد الحفيظ بوصو : وزير التسليح والاتصالات العامة في الحكومة المؤقتة.
16 – عبد الحميد مهري: وزير الشؤون الاجتماعية في الحكومة المؤقتة.
17 – – ابراهيم مولاي (عبد الوهاب): عضو لجنة الولاية الخامسة.
18 – الحاج لخضر عبيدي: عقيد سابق وقائد سابق للولاية الأولى.
19 – سعيد إيوازوران المدعو بريوش: رائد سابق للولاية الثالثة.
20 – نور الدين بن سالم: مسؤول فدرالية جبهة التحرير الوطني بالمغرب.
21 – فرحات عباس: رئيس سابق للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية.
22عمار عكاش (سي موسى): رائد سابق للولاية الرابعة.
23 – عبد الكريم سويسي: عضو في لجنة الفدرالية لجبهة التحرير الوطني بفرنسا.
24 – سعيد بوعزيز: عضو في لجنة الفدرالية لاتحادية الجبهة بفرنسا.
25 – عمار أو عمران: عقيد وقائد سابق للولاية الرابعة.
26 – بن حدو بوحجر: عقيد وقائد للولاية الخامسة.
27 – محمد روينة: عضو مجلس الولاية السادسة.
28 – سي الحسين: مندوب عن الولاية السادسة.
29 – الحاج بن علا: مسؤول سابق في منطقة وهران.
30 – هواري بومدين: عقيد وقائد هيئة الأركان العامة لجيش التحرير الوطني.
31 – أحمد بن شريف: عقيد وقائد سابق للولاية الرابعة.
32 – علي منجلي: رائد وعضو هيئة الأركان العامة ونائب العقيد بومدين.
33 – عمار بن عودة: عقيد ورائد سابق للولاية الثانية.
34 – علي هارون: عضو اللجنة الفدرالية لاتحادية الجبهة بفرنسا.
35 – مختار بويعزم ( ناصر ): عضو لجنة الولاية الخامسة العامة.
36 – أحمد قايد (الرائد سليمان): عضو هيئة الأركان العليا ونائب العقيد بومدين.
37 – أحمد بومنج : عضو المجلس الوطني للثورة الجزائرية.
38 – مصطفى لشرف: عضو المجلس الوطني للثورة الجزائرية.
39 – أحمد بوجنان (عبا ): عضو لجنة الولاية الخامسة.
40 – محمد قاضي(بوبكر): عضو لجنة الولاية الخامسة.
41 مصطفى نوي: رائد سابق للولاية الأولى.
42 – الطاهر زوبيري: عقيد وقائد الولاية الاولى.
43 – د. فرنسيس: وزير سابق للمالية في الحكومة المؤقتة.
44 – الطيب الغالبي(سي علال): مسؤول فدرالية الجبهة بتونس.
45 – الشيخ خير الدين: مسؤول سابق لجمعية العلماء وعضو في المجلس الوطني للثورة الجزائرية.
46 – رابح بلوصيف: عضو لجنة الولاية الثالثة.
47 – صالح بوبنيدر (صوت العرب): عقيد ورائد الولاية الثانية.
48 – العربي برجام: عضو لجنة الولاية الثانية.
49 – عبد المجيد كحل الرأس: عضو لجنة الولاية الثانية.
50 – الطاهر بودربالة: عضو لجنة الولاية الثانية.
51 – محمد حمادي(الرائد قاسي): قائد سابق للقاعدة العسكرية بتونس.
52 – سليمان دهيليس (العقيد طارق): عضو لجنة الولاية الرابعة.