الإشكالية: الجزائر سيدة الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط
إشكالية علاقات الجزائر الخارجية. فكانت علاقاتها مع الدول الأوربية ومع أمريكا علاقات المصالح، فإذا تقربت فماهو إلا من أجل المصلحة، وسعيها لإضعاف الجزائر على مستوى الحوض الغربي للبحر المتوسط الذي تحكمت فيه الجزائر لقرون عديدة، فجاءت معركة نافارين لتنهي قوة الأسطول البحري الجزائري، وتتعرض للاحتلال الفرنسي سنة 1830.
الوضعية الثانية: عـــــلاقات الجـــــــــزائر الخـــــارجية
الكفاءة المستهدفة: أن يكون المتعلم قادرا على تحديد طبيعة العلاقات الخارجية للجزائر خلال العهد العثماني.
%20(1).jpeg)
العــلاقـــات الخـــارجــية للجــــزائـر
1 ـ مع الدولة العثـمـــانــية:
في مجال العلاقات الدولية، كانت الجزائر في الفترة الأولى من العهد العثماني و إلى غاية انتهاء مرحلة الأغوات ولاية تعين الأستانة حاكمها. و على الرغم من ذلك نستطيع الجـزم بأن العلاقات بين الجزائر و القسطنطينية لم تكـن في يوم من الأيام، عـلاقة مستعمر بمستعمر، بل كان الرباط الوحيد بينهما هو الدين و المصالح المشتركة. و لما كان عهد الدايات ،أصبحت العلاقة بين الجزائر و الباب العالي علاقة السيد بالسيد، فكانت الجزائر كلما تعين دايا جديدا تبعث لاسطنبول رسولا يأتي بالفرمان، وتبعث معه هدية) - مدخل إلى تاريخ المغرب العربي الحديث - العربي الزبيري. |
ربطت الجزائر بالدولة العثمانية علاقات ودية قامت على الدعم و التعاون المتبادل، حيث شارك الأسطول الجزائري بجانب الأسطول العثماني في عدة معارك كمعركة لبانت 1571). ومع استقلال الجـزائــر عنها مع بداية فترة الدايات 1671، تراخت الروابط بينهما، إلا أن علاقات الدعم ضلت قائمة، (معركة نفارين 1827).
2 ـ مع الــدول العــــــربـية:
أ- مع المشــرق العربي:
تعد مؤسسة الحرمين الشريفين في طليعة المؤسسات الخيرية من حيث عدد الأملاك التي تعود إليها أو الأعمال الخيرية التي تقوم بها. فهي تقدم الإعانات لأهالي الحــرمين الشريفين المقيمين في الجــزائر أو المارين بها وتتكفل بإرسال حصة من مداخيلها إلى فقراء الحـرمين في مطلع كل سنتين) - ناصر الدين سعيدوني ـ دراسات تاريخية في الوقف و الجباية ـ
- علاقات دعــم، انطلاقا من نفس الانتماء الديني.
- شارك الأسطول الجــزائري في محاولة التصدي للاحتلال الفرنسي لمصــر 1798.
- خصصت أوقافا للحرمين الشريفين و مساعدات لسكانهما.
أ- مع الـدول المغـــاربــية:
وكان لتونس نوعان من العلاقات مع الجزائر: أولا تلك التي تسودها الأخوة و المساعدة وذلك عندما كانت تابعة لها، وثانيا تلك التي تتسم بالعـداء و بالتصارع على الحـدود. وعلى العكس فإن المغـرب الأقصى لم يتوقف عن معــاداته للنظام الجـديد الذي أقيم بجواره و لم يرتح له على الإطلاق، بل أن سلاطينه كانوا يحاولون اقتطاع الجزء الغربي من الجزائر و ضمه إلى المملكة.
العربي الزبيري ـ نفس المرجع.
- تـراوحت بين الدعـــم والسلـــم أحيانا.
- مشاركــة الأسطول الجزائري في تحرير تونس من الإسبان 1574.
- مساندة المغـــرب سنة 1578 إثر معركـــة وادي المخازن (معــركة الملوك).
- الصراع والتنـــــافس أحيانا أخــرى، بسبب النزاعـــات الحدودية والأطماع السياسية.
3 ـ مع الـــــدول الأوربـــــية:
وقد كانت الجــزائر تتعامل الند للند مع جل الدول ألأوروبية، و كانت هذه الدول تعين قناصل يمثلون مصالحها لدى الـداي ، ويقدمون له الهدايا اللائقة بالملوك في جميع المناسبات. أما البلد الثاني الذي كان يسعى لربط علاقات متينة مع الجزائر، فهو انجلتــرا التي بذلت كل جهد لكي تعامل معاملة فـرنسا ، ولكي تفسـد الصداقة الفرنسية الجزائرية ... ير أن هذه الصداقة لم تدم، إذ جاء مؤتمر فينا، فوحد أوروبا ضد بلدان المغرب، ورأت انجلترا في ذلك فرصة مواتية فتزعمت التكتل العدواني ، ونظمت بالاشتراك مع هولندا حملة اكسماوث الشهيرة سنة 1816... ويلاحظ اختفاء اسبانيا من بين قائمة الدول التي تدفع الأتاوة لدولة الجزائر،و الواقع أن استمرار احتلال القوات الاسبانية لمينائي وهران و المرسى الكبير، قد جعل الاتصال السلمي مستحيلا، فلم تفكر اسبانيا في محاولة إرسال قناصل يمثلونها في الجزائر. العربي الزبيري ـ مدخل إلى تاريخ المغرب العربي الحديث
تكالبت الدول الأوروبية ضد الجـزائــر أساسا طيلة الفترة الممتدة من القرن السادس عشر الى القرن التاسع عشر، فقادت حملات ضخمة وعديدة قادها أباطرة و مولوك و أمراء و رهبان، أمثال: شارلكان الاسباني" شارل الخامس" و أندري دوريا الجنوي، و دون جوان النمساوي ... وعمل باباوات روما على دعم هذه الحملات بالمال و السلاح و الرجال). تاريخ الجزائر و العالم.
نميّز نوعين من العلاقات الجزائرية - الاوربية:
- علاقات التوتر و العداء: تميّزت بها اسبانيا، الفاتيكان، بروسيا، روسيا. بسبب دعمها أو مشـاركتها في الحملات ضد الجزائـر، وتأثير علاقـاتها بالدولــة العثمــانية.
- علاقات تراوحت بين السلم تارة (تبادل تجاري، امتيازات)، والتوتر تارة أخرى (حروب)، تميزت بها فرنسا، بريطانيا، هـولندا الإمارات الايطالية، الدول الإسكندنافية.
4 ـ مع الولايات المتحدة الأمريكية:
والدول الأخرى التي كانت لها مع الإيالة علاقات متينة و هامة في نفس الوقت هي الولايات المتحـــدة الأمريكية ، لقد اعترفت الجزائر باستقلالها مباشرة بعد الإعلان عنه ...تفاوضت أمريكا مع الجـزائر سنة 1795، و تعهدت بدفع 721 ألف دولار اسباني مقابل أن يساعدها الداي على إبرام الصلح مع الايالات الأخرى، كما أنها وافقت على دفع إتاوة سنوية قدرها 22 ألف دولار، تتضاعف كلما اتسع نشاط تجارتها. و لما تمادت أمريكا في تنفيذ المعاهدة، وجدت الجزائر نفسها مرغمة على أن تسلك معها طريق العنف، فأعلنت الحرب ضدها سنة 1808... و في سنة 1815 ، اجمع الكونغرس الأمــريكي على ضرورة عدم تقديم الضريبة السنوية ، وأمــر بتوجيه حملة عسكرية ضد الجزائر). العربي الزبيري ـ مدخل إلى تاريخ المغرب العربي الحديث.
- علاقات السلم في فترات (عقد معاهدات و اتفاقيات: 1793، 1795 ، 1812 - تعيين قنصل في الجزائر.
- علاقات التوتر في فترات أخرى (التحالف مع الدول الأوروبية ضد الجزائر، الدخول في حروب ضدها 1807).
الجـــزائـر في المـؤتـمــــرات الـدولــــية
تمكنت الجزائر بفضل قوتها البحرية من فرض سلطتها على الحوض الغربي للبحر المتوسط وفرضت ضرائب و إتاوات على السفن العابرة، ما اقلق و أزعج الدول الأوروبيـــة، وجعلها تدرس القضية الجزائرية (القرصنة و الاسترقاق) في مؤتمراتها. وذلك بسبب النزعة الصليبية التي تزعمتها إسبانيا، وحركة الجهاد البحري التي تزعمتها الجزائر، وهي ما ينعتها الأوروبيون بالقرصنة ظلمًا فجمعت الدول الأوروبية قواها، وتحالفت من أجل إرغام الجزائر على التوقف عن تعرضها لسفنها، فهاجمت البحرية البريطانية والهولندية الأسطول الجزائري سنة 1816م، فأصبحت سواحل الجزائر مكشوفة لهجمات الأعداء.
ترسخـت لـدى الدول الأوروبية فكرة ضرورة القضاء على دار الجهاد مدعية أن الجــزائر تلجأ إلى محاربة المسيحيين في كل مكان وقد تجسد هذا الكره وهذا الحقد الدفين في الحلف الصليبي لمؤتمر فينا عام 1815 و اكس لاشابيل 1818 بحجة تحرير المسيحيين الموجودين بالجــزائر وتحطيم قوة الأسطول الجزائري الذي كان يحمل لواء الإســلام في البحـــر المتوسط، حيث ظهر بوضوح التضامن المسيحـي ضد الجزائر و الخلافة العثمانية) ـ صالح فركوش ـ المختصر في تاريخ الجزائر.
مـؤتمر فـينا 13 سبتمبر 1814 - 9 جوان 1815:
.jpg "مؤتمر فيينا 1815") |
| مؤتمر فينا |
إن ما يوازي في العلاقات الجزائرية الأوروبية بالبحر الأبيض المتوسط الغربي ما يسمى بالمسألة الغربية، لان علاقة الجزائر مع أوروبا كانت سيئة في معظم فترات حكم الدولة العثمانية،ناقش المسألة الجزائرية، والذي اقترحت فيه بريطانيا تشكيل قوة بحرية مشتركة (رابطة) للقضاء على الأسطول الجزائري، إلا أن الاقتراح لم يلق إجماعا، بسبب تباين مصالح الدول الأوروبية.
مـؤتمر ايكس لاشابيل 29سبتمبر - 22 نوفمبر 1818:
.jpg "مؤتمر ايكس لاشابيل 1818") |
| ايكس لاشابيل - المانيا 1818- |
مفاهيم المصطلحات وشخصيات الوضعية
- معركة ليبانت: معركة بحـريةباليونان ،في أكتـــوبر1571، بين الأسـاطيل المسيحيــــــــة و الأسطول العثمـــاني المدعم من الأسطول الجـزائري، هزم فيها العثمانيون .
- معركة وادي المخازن: معركــة الملــوك، بيـن ملك البرتغــال " سيباستيــان"، و السلطان عبد المالك و الملك المغـربي محمد المتوكل، في أوت 1578، انتهت بهزيمــة البرتغال ووفاة الملوك الثلاثة.
- الدول الإسكندنافية: منطقة تقع في شمال أوروبا، تشمل : السويد، الدانمــارك، النرويج، فنلندا و أيسلندا .
- مـؤتـمــــــر فيينـــا: مؤتمر دولي عقد بفينا عاصمة النمســـا بين 31 سبتمبر 1814 إلى 9 جــوان 1815،
- مؤتمر ايكس لاشابيل: بألمـانيا بين 29 سبتمبر إلى 22 نوفمبر 1818، بين: بروسيـا، روسيـا، فــرنسا، بريطانيا و النمسا.
التقويم المرحلي
مظاهر التوتر في العلاقات الفرنسية الجزائرية قبيل الاحتلال :
- وضع مخطط لغزو الجزائر قبل 1830 ( تكليف نابليون بونابرت العقيد بوتان 1808).
- التجسس على الجزائر.
- تهديدات فرنسا باستعمال القوة العسكرية ضد الجزائر.
- تماطل فرنسا في دفع ديونها للجزائر.
- استفزاز الداي حسين، و افتعال حادثة المروحة (1827).
- إعلان الحصار البحري ضد الجزائر منذ 1827.
- تصادم الأسطولين الفرنسي و الجزائري في معركة نفارين باليونان 1827.
- إثارة الفتن الداخلية.
- إعداد بيان للجزائريين ، حتى لا يقاوموا الغزو الفرنسي.
- الإعداد لحملة عسكرية لغزو الجزائر ثم احتلالها.