recent
أخبار ساخنة

تاريخ - الدرس السادس: العمل المسلّـح ورد فعل الاستعمار

الإشـكـالـية: الثورة الجزائرية والاحتلال الفرنسي، صراع التحرّر والهيمنة

إشكالية الثورة الجزائرية بمثابة حرب التحرير ضدّ الاحتلال الفرنسي وسياساته المتذبذة والمتناقضة ولجوئه إلى القمع والإبادة باستخدام أسلحة فتاكة أمام الثوار العزّل لا يمكلكون سوى الإرادة وحب الوطن وكلمة الله بالجهاد في سبيل الله. لأن فرنسا المتحضرة لا تفهم بالحوار والسياسة إنما القوة هي الحلّ.

   الوضعية الثانية: العمل المسلح ورد فعل الاستعمار   

الكفاءة المستهدفة: يكون المتعلم قادرا على معرفة استراتيجية الثورة التحررية في مواجهة استراتيجية الاستعمار المهيمنة.
حرب التحرير
ما أُخذ بالقوة لا يُسترجع إلا بالقوة

المحطات الرئيسية لاندلاع الثورة

  • انشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل في 23 مارس 1954.
  • تشكيل لجنة 22 في 25جوان 1954
  • تشكيل لجان الثورة: لجنة الستة ولجنة التسعة.
  • اجتماع 23 اكتوبر 1954 للجنة الستة وعلى أثره تقرر: تسمية تنظيمين لقيادة الثــورة جبهة التحرير وجيش التحرير الوطني، تحديد تاريخ اندلاع الثورة المسلحة، واعداد بيان الثورة.
  • اعداد بيــــــــــان أول نوفمبر، والذي شرحت فيه أسباب الثورة، وسائلها وأهدافها.

استراتيجية ومسار الثورة على المستوى الداخلي والخارجي

لقد اتبعت الجزائر استراتيجية مزدوجة (كفاح مسلح وكفاح سياسي) على المستويين الداخلي والخارجي بهدف ارهاق الجيش الفرنسي وفضح سياستها على المستوى العالمي وضرب العدو في عقر داره ليدرك المعنى الحقيقي في التعدّي على الشعوب.
   1 ـ استراتيجية الثورة على المستوى الداخلي:   
أ - الاستراتيجية السياسية (الدعاية والإعلام):
  • التعبئة الشعبية: توعية الشعب للالتحاق بالثورة عن طريق لاعلام بإصدار بيان أول نوفمبر1954، وجريدة المجاهد منذ 1956
  • الإضــرابات: - إضراب الطلبة 19 ماي 1956 -إضراب 8 أيام بين 28 جانفي-4 فيفري 1957.
  • المظاهـــــرات: - مظاهرات 11ديسمبر 1960.2- التنظيم الجماهيري:
  • التنظيمات الجمــاهيرية:- تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين بزعامة عيسات إيدير في 24 فيفـري 1956، الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في 13جويلية 1956.
  • انعقاد مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 الذي نظم الثورة من جميع الجوانب.(تابع الموضوع هنا)
  • توسيع نطاق لتشمل كامل التراب الوطني.
  • انشاء المؤسسات المسيرة للثورة وهي: المجلس الوطني للثورة(CNRA)، لجنة التنسيق والتنفيذ(CCE).
ب - الاستراتيجية العسكرية (مخططات الثورة):
  • تقسيم الوطن الى 5 مناطق سنة 1954، ثم 6 ولايات سنة 1956.
  • الاعتماد على حرب العصابات بتصغير وحدات الجيش وسرعة التنقل.
  • تنظيمات الجيش ورُتبهم، وانشاء قيادة الأركان 1959
  • تنظيم هجومات في الشمال القسنطيني 20 أوت 1955.(تابع الموضوع هنا)
  • نقل الثورة إلى المدن (العمل الفدائي).
   2 ـ استراتيجية الثورة على المستوى الخارجي (دبلوماسية الثورة):   
  • السعي لتدويل القضية الجـزائرية  في المحافـــل الدولية: مؤتمر بـاندونغ أفريل 1955، هيئة الأمم المتحدة منذ 1955.
  • إشــراك فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القـــدم والذي تأسس في 13 أفريل 1958) لكـسب التأييد الدولي.
  • إنشاء فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا منذ 1954.
  • تأسيس الحكومة المؤقتة في 19 سبتمبر 1958 بالقـاهـرة.
  • نقـل الثـورة إلى داخل الأراضي الفرنسية (العمليات العسكرية منذ 1958، مظاهرات 17 أكتوبر 1961).
  • القبول بمبدأ التفاوض مع فرنسا، وتشكيل الوفد المفاوض برئاسة كريم بلقاسم.

رد فعل واستراتيجيات فرنسا للقضاء على الثورة

   1 ـ استراتيجية الاستعمار الفرنسي على المستوى الداخلي:   
أ - الاستراتيجية العسكرية (مخططات الاستعمار):
    • تكثيف القوات العسكرية في الجزائر، والاستعانة بإمكانيات الحلف الأطلسي.
    • غلق الحدود بإقـامة أسلاك مكهربة منذ 1956(خطي موريس وشال)، وزرع الألغام.
    • إنشاء المكاتب الإدارية المختصة (SAS) في 29 سبتمبر 1955
    • ممارسة القمع والتعذيب وسياسة الأرض المحروقة.
    • القيام بعمليات عسكرية واسعة ومكثفة وفق مخطط الجنرال شال " منذ 1959".
    • إقامة المحتشـدات والمناطق المحرمة.
    • إعلان حالة الطوارئ منذ 3 أفريل 1955.
    • تجنيد العملاء والخونة.
    • اغتيال: بن بولعيد 1956، بن مهيدي 1957.
    ب - الاستراتيجية السياسية (التعتيم والتضليل):
      • اعتبار العمل الثـوري في الجـزائــر بالتمرد والخروج عن القانون، والإرهاب " عمل لصوص".
      • استمرار سياسة المكاتب العربية.
      • ربط العمل الثوري في الجزائر بتحريض الدول الخارجية (تونس ومصر).
      • الإعلان عن عدة مشـاريع إغــرائية مثل: سلم الشجعان 23-10-1958، مشروع تقرير المصير 16-09-1959).
      • إعداد مشاريع لتقسيم الجزائر (مشروع هيرسان1957، فصل الصحراء 1961).
      • خلق قوة ثالثة (جزائريين مواليين لفرنسا)، لتضليل الرأي العــام.
      • تنظيم استفتاء حول دستور الجمهورية الخامسة في 28 جويلية 1958.
      جـ ـ الاستراتيجية الاقتصادية والاجتماعية (الإغراء):
      • مشروع سوستال: في 15 فيفري 1955، نسبة إليه ذو الأصل اليهودي الذي عُين واليا عاما على الجزائر وقد تناول مشروعه عدة جوانب إصلاحية إدارية واقتصادية واجتماعية وثقافية، الهدف منه الوصول إلى دمج الجزائريين بفرنسا ولكن الشعب الجزائري رَدّ عليه بهجومات 20 أوت1955. كما أن الكولون أنفسهم رفضوا دمج الجزائريين، ففشل المشروع.
      • مشروع قسنطينة: مشروع دعائي أعلنه الجنرال ديغول في 3 أكتوبر 1958 بقسنطينة ويتضمن بناء المنازل والمدارس، توزيع الأراضي على الجزائريين وتوظيفهم، إيجاد وظائف جديدة وهو في الحقيقة مشروع استعماري هدفه إفشال الثورة وإبعاد وفصل الشعب عنها وإقناعه بضرورة الاندماج مع فرنسا.
         2 ـ استراتيجية الاستعمار الفرنسي على المستوى الخارجي:   
      • محاولة منع تدويل القضية الجزائرية، واعتبارها قضية فرنسية داخلية.
      • السعي لإبعاد القادة عن الثورة (اختطاف طائرة الوفد الناشط وأسرهم في الخارج وهم: أيت احمد، خيضر، كريم، بوضياف، الأشرف يوم 22 أكتوبر 1956).
      • الاعتداء على بعض الدول المؤيدة للثورة (مصر في 1956، تونس في 8 فيفري 1958 ـ ساقية سيدي يوسف).
      • قمع مظاهرات المهاجري الجزائريين في باريس 17 أكتوبر 1961.

      عدم جدوى المخططات الاستعمارية ونجاح الثورة

      لقد انهار الاستعمار الفرنسي أمام استراتيجية الثورة التحريرية. انهار عسكريا وسياسيا داخليا وخارجيا، حيث استطاعت الثورة أن تبرهن أن آليات الاستعمار والأمبريالية لا جدوى لها أمام الارادة والصمود والرغبة في التحرّر. ومن مظاهر ذلك:
      1. التفاف الشعب حول الثورة.
      2. نقل الثورة الى داخل التراب الفرنسي.
      3. استمرار نجاحات الثورة السياسية والعسكرية، الداخلية والخارجية.
      4. فشل الدبلوماسية الفرنسية في منع تدويل القضية الجزائرية.
      5. الاضطرابات السياسية في فرنسا "استمرار سقوط الحكــومات الفرنسية بسبب فشلها في القضـاء على الثورة.
      6. محاولة الانقلاب ضد الجنرال ديغول في 22 أفريل 1961.
      7. رفض الشعب الجزائري لكل المشاريع الاغرائية الاستعمارية.
      8. رضوخ فرنسا للمفاوضات والاعتراف باستقلال الجزائر. (تابع الموضوع هنا)

       مفاهيم المصطلحات الخاصة بالوضعية

      • حرب التحرير: عمل نضالي عسكرية وسياسي شهدته الجزائر في الفترة الممتدة بين 1954 إلى غاية 1962 بهدف تحقيق الاستقلال واسترجاع السيادة.الثورة التحريرية: وهي فعل تحرري شامل ورد شعبي عنيف بهدف السيادة والاستقلال من خلال مجموع العمليات العسكرية والسياسية لجيش التحرير وجبهة التحرير.
      • النشاط المسلح: هي مجموع العمليات العسكرية والفدائية التي قام بها الثوار الجزائريون داخل وخارج الجزائر في الفترة الممتدة بين 1954/1962 والتي انتهت بتحقيق الاستقلال.
      • المواثيق: أسـس ومبادئ متفـق عليها كميثاق الصومـام، ميثـاق طرابلس ميثاق الأمـم المتحدة.
      • المكاتب العربية: جهاز إداري خاص أقامته فرنسا يهتم بشؤون الجزائريين ويهدف إلى ضرب الثورة.
      • المحتشدات: مراكز مسيجة ومحروسة وهي إحدى الوسائل القمعية الرهيبة التي لجأت إليها فرنسا لخنق الثورة عن طريق عزل الشعب عنها وقد عمت أرجاء الوطن وضمت قرابة 3 مليون جزائري.
      • مخطط شال: ( نسبة للجنرال شال) وهو عبارة عن إجراءات عسكرية شاملة تهدف للقضاء على الثورة من خلال تكثيف العمليات العسكرية وعزل وحدات الجيش ومنع تواصلها مع غلق الحدود تونسية والمغربية بخطين (كهرباء حراسة ألغام) لشلّ تحرك الثوار ووقف الدعم عنهم.القوة الثالثة: طبقة برجوازية عميلة في المجتمع الجزائري دعمتها فرنسا كبديل عن الثورة وجهازها السياسي جبهة التحرير الوطني. ولتغليط الرأي العام العالمي.
      • سلم الشجعان: هو عبارة عن مناورة سياسية وحرب نفسية أطلقها الجنرال ديغول يوم 23 – 10 – 1958 تقضي باستسلام الثوار وتسليم أسلحتهم مقابل ضمان حريتهم وسلامتهم وقد هدف الى افراغ الثورة من محتواها وإظهارها إلى العالم على أنها ثورة جياع وتمزيق صفها.

      التقويم المرحلي

      من أهم انتصارات الوفد السياسي الجزائري على فرنسا هي المفاوضات، التي انتزع فيها الشعب الجزائري كرامته وسيادته وأخرج الظالم المستبد من أرضه الطاهرة. ليبدأ مرحلة جديدة في البناء والهيكلة لمؤسسات الدولة الجزائرية العصرية.

      المفاوضات الجزائرية - الفرنسية

      اتفاقيات إيفيان، هي نتائج مفاوضات طويلة جرت في الثامن عشر من مارس عام 1962 بين القادة الوطنيين الجزائريين من الحكومة الجزائرية المؤقتة وهي عضو سياسة في (جبهة التحرير الوطني الجزائرية) وبين الموفد الفرنسي برئاسة لويس جوكس ووزير الشؤون الجزائرية في عهد الجنرال ديغول، سمحت هذه الاتفاقيات باعلان وقف اطلاق النار ووضع حد لحرب الجزائر. وكان رضا مالك المتحدث باسم الطرف الجزائري في هذه الاتفاقيات
         1ـ دوافع المفاوضات:   
      • فشل كل مساعي فرنسا للقضاء على الثورة، وخاصة العسكرية منها.
      • تأزم وضع الاقتصاد الفرنسي بسبب نفقات الحرب ضد الجزائر.
      • عزلة فرنسا الدولية، و تخلي العديد من حلفائها عن تأييدها.
      • تزايد الضغط الدولي على فرنسا، مع زاد من التأييد الدولي للقضية الجزائرية.
      • رغبة فرنسا في الحصول على مصالح في الجزائر من المفاوضات.
         2 ـ مراحل المفاوضات:   
      أ - مرحلة المفاوضات السرية (1956): فشلت لعدم جدية فرنسا ومناوراتها لإخماد الثورة، لتتوقف اثر اختطاف طائرة الوفد الخارجي.
      ب - مرحلة المفاوضات المعلنة (1960-1962): والتي تمثلت فيما يلي:
      • مفاوضات مولان بفرنسا بين 27-29 جوان1960.
      • مفاوضات لوسارن بسويسرا في 20 فيفري 1961.
      • مفاوضات ايفيان الأولى في 20 ماي 1961.
      • مفاوضات ايفيـــان الثانية بين 7 – 18 مارس 1962. و التي نصّت على وقف اطلاق النار في يوم 19 مارس 1962 ،اجراء استفتاء تقرير المصير ،تشكيل لجنة مشتركة لتسيير المرحلة الانتقالية، و استمرار التعاون بين الدولتين بعد الاستقلال...
         3 - المناورات الفرنسية خلال المفاوضات:   
      • اشتراط وقف اطلاق النار قبل التفاوض.
      • اقتراح تعدد أطراف المفاوضات " طاولة مستديرة" .
      • اقحام الحركات المناوئة للثورة و القوة الثالثة فيها.
      • عدم الاعتراف بجبهة التحرير الوطني كممثل وحيد وشرعي للشعب الجزائري،
      • محاولة فصل الصحراء عن شمال الجزائر.
      • محاولة تجزئة الجزائريين عرقيا...
      google-playkhamsatmostaqltradent