إشكالية الهجومات العسكرية في الشمال القسنطيني 20 أوت 1955
تعتبر هجومات 20 أوت 1955 على الشمال القسنطيني بقيادة زيغود يوسف منعرجا تاريخيا حاسما وهاما في مسيرة ثورتنا التحريرية. وعملا بمقولة البطل الشهيد العربي بن مهيدي: " ألقوا بالثورة إلى الشارع فسيحتضنها الشعب" إذ تميزت الأحداث بشمولية العمل المسلح واستمراريته، حيث قررت القيادة الثورية بمباركة الجماهير الشعبية في قلب المدن والقرى أن تشن هجومات أدخلت الرعب في صفوف العدوالمحتل، فألحق خسائر فادحة بمنشآت الاقتصادية والعسكرية.
هجومات الشمال القسنطيني 20 أوت 1956 |
طبيعة هجومات الشمال القسنطيني
هجومات مسلحة في وضح النهار، قام بها جيش التحرير الوطني بمساندة الشعب، في منطقة الشمال القسنطيني بين 20 الى 27 أوت 1955 بقيادة زيغود يوسف، استهدفت المصالح العسكرية والاقتصادية الاستعمارية (الثكنات العسكرية، مراكز الشرطة والدرك، مصالح المعمرين)، نفذت خلالها 39 عملية عسكرية في 30 مدينة.
ظروف قيام الهجومات
استشهاد قائد المنطقة الثانية ديدوش مراد في 18 جانفي 1955، واعتقال كلاّ من مصطفى بن بولعيد في 12 فيفري 1955، ورابح بيطاط في 23 مارس 1955.- فرض فرنسا لحصار على منطقتي الأوراس والقبائل لخنق الثورة،
- تعيين جاك سوستال حاكما عاما، والذي مارس سياسة الاغراء " مشروع سوستال".
- اعلان حالة الطوارئ في الجزائر في 30 افريل 1955.
أسباب وأهداف الهجومات
- فك الحصار المضروب على منطقتي الأوراس والقبائل.
- تكذيب ادعاءات فرنسا بخصوص جيش التحرير الوطني والثورة.
- تأكيد حقيقة ما يحدث في الجزائر " ثورة شعبية تحررية".
- تشتيت جيش العدو، وتحطيم أسطورة الجيش الفرنسي الذي لا يُقهر.
- نقل الثورة من الأرياف الى المدن.
- تأكيد التحام الشعب بالثورة وبجبهة التحرير الوطني.
- دعم الوفد الناشط في الخارج في مساعيه لتدويل القضية الجزائرية.
- تأكيد التضامن مع الشعب المغربي الذي احي الذكرى الثانية لنفي السلطان محمد الخامس الى مدغشقر من طرف السلطات الفرنسية.
نتائج هجومات الشمال القسنطيني
- فك الحصار على منطقتي الأوراس والقبائل.
- افشال سياسة سوستال.
- ازدياد تلاحم الشعب بالثورة.
- طرح القضية الجزائرية لأول مرة في هيئة الأمم المتحدة في سبتمبر1955.
- غيرت نظرة الفرنسيين للثوار " من الخارجين عن القانون وقطاع الطرق الى ثوار ".
- الخسائر البشرية " 123 من المعمرين، 1200 من الجزائريين ".
- تكثيف التواجد العسكري الفرنسي في الجزائر (400000 جندي مع نهاية 1955).
الخــــــــــــاتمـــة
لقد كان لهذه الأحداث اثرا مهما وتداعيات كبيرة في تطور الكفاح في كل من الجزائر والمغرب، و كانت تأكيدا على مدى التزام جبهة التحرير الوطني وتمسكها بمبدأ تجسيد مشروع الثورة المشتركة ضد الاستعمار الفرنسي، ويظهر ذلك جليا من خلال بيان أول نوفمبر 1954 ،و بشكل واضح على الطابع المغاربي لمعركة التحرير ، وربطت استقلال الجزائر باستقلال المغرب.