الإشكــالية: الدول الأوربية من الصراع والتشتّت إلى الإتحاد والتعاون
إشكالية الاتحاد الأوربي. تاريخيا أوربا هي منطقة صراعات وحروب، شهدت معارك شرسة خلال الحربين العالميتين، وعداوة لا توصف بين المانيا وفرنسا مثلا. ماذا فعلت الدول الاوربية المتنازعة؟ خطوة بسيطة ألا وهي نسيان أحقاد الماضي والتفكير في بناء المستقبل. وفعلا تجسّد ذلك في السوق الاوربية المشتركة، والمجموعة الاقتصادية الاوربية، ثم الإتحاد الاوربي. الذي يعتبر أقوى تكتّل إقتصادي في العالم اليوم.
الــوضعية الثانية: التكتّـل الاقتصادي الاوربي
الكفــاءة المستهــدفة: أن يكون المتعلم قادرا على تحديد عوامل قوة الاتحاد الأوروبي، و أن يستخلص أهمية سياسة التكتل في تحقيق التطور والإزدهار في كل المجالات .
1- البطــاقة الـتـقـنـيـة للاتحـــــــاد الأوربي
أرقام خاصة بالاتحاد الاوربي |
التعليق على البطاقة التقنية:
وثيقة جغرافية تتضمن احصائيات ومعلومات متنوعة عن الاتحاد الأوروبي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، الطبيعية والسياسية، خلال سنتي 2021 - 2022، مأخوذة من موقعي أوروستات والبنك العالمي. ونلاحظ من خلال الوثيقة:
- الموقع الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي " الاطلال على عدة واجهات بحرية و الوقوع في معظمه في المنطقة المعتدلة.
- تزايد عدد أعضاء الاتحاد حتى بلغ 27 دولة.
- تزايد عدد سكانه ما أكسبه قوة بشرية أكثر من 400 مليون نسمة.
- تحسن الظروف المعيشية الصحية و الثقافية لمواطنيه.
- القوة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي.
نستخلص أنّ الاتحاد الاوربي قوة إقتصادية عالمية ونموذج لتكتل اقتصادي ناجح.
2- عـوامـل القــوة الاقتصادية للإتحاد الأوربي
إنّ التطور الحاصل في أوربا والذي حقّقته مجموعة دول الإتحاد الأوربي لم يكن وليد الصّدفة، بل تحقّق من خلال عوامل عديدة ساعدتها على ذلك ومنها:
أ- العوامل السيـاسية والتاريخية :
- الاستقرار السياسي بعد الحرب العالمية الثانية.
- طبيعة أنظمة الحكم السائدة (ديمقراطية تحترم حقوق الانسان).
- رائدة النهضة والكشوفات الجغرافية.
- مهد الثورة الصناعية.
- الاستفـادة من الحركة الاستعمارية.
- الاستفادة من مشروع مارشال 1947.
- اتباع سياسة التكتل المبكرة ( 1944).
- ربط مستعمراتها السابقة بمعاهدات تضمن استمرارية المصالح (معاهدة ياوندي 20جويلية 1963، معاهدة لومي "الطوغو" في 28فيفري 1975، والتي عوضت منذ 23جوان سنة 2000 بمعاهدة كوتونو "البنين". المعاهدات التي استنزفت خيرات إفريقيا.
ب- الـعـــــــوامــل اـطـــــبـيـعـيــــة:
- موقع استراتيجي هام (واجهة الأطلسي- واجهة البحر المتوسط - واجهة بحر الشمال).
خريطة موقع الاتحاد الأوربي |
- اتساع المســاحة الإجمالية (4.8 مليون كم2).
- تنـوع التضاريس و تباين تكوينها (سهول - هضاب - جبال).
- تنوع المناخ، تنوع الأتربة، وفرة المياه...
ج- العوامل البشرية و الاقتصادية:
- وفرة اليـد العـاملة المؤهلة.
- الاستفـــادة من هجرة إطارات العالم الثالث.
- حيوية الأسواق الاستهلاكية الداخلية و الخارجية.
- قوة الاستثمارات المالية.
- التحكم في التكنولوجيا الحديثة.
- تنوع المواصلات ونشــاط دورها.
- العملة الموحدة بين 19 دولة " الأورو".
- وحدة النظام و السياسات الاقتصادية.
- قـوة التركيز الصناعي(15000 شركة متعددة الجنسيات)...
معـيـقــات و مشاكل الإتحاد الأوربي
رغم التطور الذي عرفته مجموعة التكتّل الأوربي إلا أنها تعاني من مشاكل ما يعيقها على تحقيق الاهداف المسطرة ، تحاول من خلال تنسيق جهودها للتخلّص أو التخفيف من حدّتها، ومن هذه المعيقات:
- التبعية للخارج في المواد الأولية الطاقوية (استيراد 70%من الاحتياجات الطاقوية).
- المنافسة الداخلية و الخارجية ( الو م أ، اليابان، الصين).
- التفاوت في درجة تقدم دوله.
- التعرض لفترات ركود اقتصادي ( أزمة 2008).
- ارتفاع نسبة البطالة.
- التلوث البيئي.
- التعرّض للهجرة غير الشرعية.
- شيخوخة السكان.
- ضخامة الإنتاج مما يصعب التسويق، خاصة (الحليب ،اللحوم).
مكانة إقليم الراين والواجهة البحرية الشمالية الغربية في اقتصاد الاتحاد
يمثل إقليم الراين قلب أوربا، موقعا واقتصادا ساهم في تطور الاتحاد الأوربي في جميع المجالات، إلى جانب انفتاحه على واجهات بحرية عديدة خاصة في الشمال والغرب، يبقى قطبا اقتصاديا قويا. ويتجلى دور ومكانة إقليم الراين والواجهة البحرية فيما يلي:
1ـ مكانة إقليم الـراين
ـيعرف بإقليم الراين نسبة إلى نهر الراين. يمتـد من جبال الألب جنـوبا إلى بحـر الشمال شمالا، و يعتبر قلب اقتصاد الاتحاد بفضل:
القوة الديمغـــرافية (كثافة سكانية وعمرانية كبيرة).إقليم الراين - وفرة يد عاملة و أسواق استهلاكية واسعة.
- اتساع مساحة إقليم الراين ( 252 ألف كم2).
- تنوع ثرواته الطبيعية (خشب، فحم).
- أهم منطقة نشاط اقتصادي (زراعة، صناعة، تجارة).
- نهر الراين (المياه، السمك، الكهـرباء، التجارة والسياحة).
- مجمع المدن (ميقالوبوليس) مثل ستراسبورغ ، فرانكفورت
- تواجد مـــوانئ هامة فيه (ميناء روتردام).
- مركزا ماليا عالميا (بورصة فرانكفورت، البنوك).
- يساهم بقرابة نصف الدخل الوطني الخام لدول الاتحاد.
2- مكانة الواجهة البحرية الشمالية و الغربية
الواجهة الشمالية والغربية |
- توفر النفط في بحر الشمال، إضافة إلى المياه، السمك، الكهرباء.
- تعرف بنشاطها الزراعـي، الصناعي، السيـحي (غابات، شواطئ و مناطق أثرية).
- حيوية نشاطها التجـاري ( موانئ هامة: روتردام، هامبورغ).
- تعتبر نقطة اتصال رئيسية بين دول أوروبا، وهمزة وصل مع أمريكا الشمالية.
دور التكتل في تحقيق المكانة الاقتصادية المنشودة
بفضل سياسة التكتل التي اتبعتها مجموعة دول الإتحاد الاوربي إقتصاديا من الوصول إلى أهم الأهداف المسطّرة، حيث تمكنت من:
- إعـادة بنـاء قوتها الاقتصادية ( قوة الإنتاج الزراعي والصناعي ).
- البـروز كقــوة اقتصـادية عالمية ( قطب من الثالوث العالمي).
- تنشيـــط المبــادلات التجــارية البينيـة ( مبــدأ الأفـضـلـيـــــة).
- تحقيــــــق اكتفـــــاء ذاتـــي بفضل قـوة الإنتــــاج الاقتصــادي.
- توسيع تجارتها الخارجية ( العالم الثالث + شرق أوروبا).
- تزايد قـدراتهاو إمكانياتها.
- التخلص مـن الهيمنة الأمريكية.
- دعم دولــه الأقــل تطـــورا...
مفاهيم مصطلحات الوضعية
- معاهدة روما (ايطاليا): وقعت في 25 مارس 1957 بين: ايطاليا، فرنسا، المانيا الغربية و دول البنلـوكس (بلجيكا، هولندا، لكسمبورغ)، وعلى إثرها تم إنشــــــاء المنظمة الأوروبية للطاقة الذرية ( الأوراتــوم ) و المجموعة الاقتصادية الأوروبية.
- معاهدة ماسـتــريـخـت: وقعت فـي 7 فيفـري 1992 بماستريخـت الهـولندية، وعلى إثــــرها تم تحويل المجموعة الاقتصـــــادية الأوروبية إلى الاتحـاد الأوروبـــي ، وتوحيد العملــــة (الأورو).
- عُــمــلـــــة الأورو: عملة موحـدة بين 19 دولـة منذ 1 جـانفي 2002 وتضم: ألمانيا، فرنسا، ايطاليا، النمسا، هولندا، بلجيكا، لكسمبورغ، اسبانيا، البرتغال، اليونان، ايرلنـــدا، فنلندا، سلوفينيـا (2007)، قبــرص ومالطـا (2008)، سلوفاكيا (2009)، استونيا(2011)، ليتــونيا(2014)، ليتـوانيا (2015).