الكتاب المدرسي تاريخ للسنة الثالثة من التعليم الثانوي

كتاب التاريخ للسنة الثالثة من التعليم الثانوي

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة الكتاب

يتميز کتاب التاريخ هذا الموجهة إلى تلاميذ السنة الثالثة من التعليم الثانوي بثراء معرفي و تحليل للأحداث مما يساعد على بناء استنتاجات واتخاذ مواقف. وبذلك فہو ذو منحی متدرج نحو التعليم الجامعي مع التكفل بالجانب التربوي المتوخى من وراء المنهاج، يغطي مضمونه المفردات المعرفية المقررة تحسبا لامتحان البكالوريا وتتشابك مقاطع الوضعيات الأولى والثانية خاصة من كل وحدة تعلمية مع مضامین معرفية تعرضت لها كتب التاريخ للسنوات السابقة، لكن التطرق إليها هنا ينطلق من زواية أخرى وبكثافة وتحليل يتماشيان ومستوى الكفاءة المستهدفة من وراء منهاج السنة النهائية.

إن كتاب التاريخ في هذا المستوى من العمل التعلمی هة أداة معرفية ومنهجية تساعد على التحصيل واكتساب الكفاءة المنهجية المؤهلة للدراسة الجامعية ومواجهة إشكالات الواقع العملي، ومن ثم فمقاطع الوضعيات فيه ليست إعدادا بيداغوجيا يغني الأستاذ عن تحضير دروسه باستمرار لتنشيط العمل التعلمي في القسم.

يستند هذا الكتاب إلى ثلاثة عناصر توثيقية وتوضيحية في أن واحد هي:

الخرائط التاريخية باعتبارها وثائق تجسد الأحداث على الواقع الجغرافي. وهي تتطلب الاعداد المسبق لفہم مضامینها ووضع خطة لتفعيل الأداء التربوي وصولا إلى الكفاءة المطلوبة.
الصور الوثائقية وهي عبارة عن تجسيد للقطات مرئيبة من الأحداث التاريخية البارزة، كما تساعد على تصور الفعل التاريخي وترسيخة في الذاكرة، وهو ما ييسر على المتلقي التعامل مع الحدث التاريخي وصفا وتحليله واستنتاجا.
النصوص، وهي نوعان: نصوص وثائقية تتضمن معطيات تاريخية ذات مصداقية، من شأنها إضفاء طابع الأصالة على الحدث التاريخي، ونصوص ذات طابع - تاريخي، تتضمن معارف تاريخية واعية وآراء وتقييمات للأحداث والقضايا. وهي بهذه الصفة تساعد على التحليل وبلورة الرأي وبناء الحكم (التقييم) الذي هو غاية دراسة التاريخ في هذا المستوى من عملية التعلم.

عمدنا في هذا الكتاب إلى تنويع نسبي في معالجة مضامين الوحدات التعلمية وصياغتها قصد إتاحة الفرصة لأستاذ المادة كي ينوع کیفیات التناول مع تلاميذه ويبتكر في إعداد موضوعات الحصص التعلمية والأنشطة المتعلقة بها. من ذلك مثلا أننا أهملنا عمدا اقتراح أنشطة في نهاية كل مقطع من مقاطع الوضعيات. كما أننا ذيلنا نهاية الوحدة الثالثة بقائمة أنشطة تتعلق بمقاطع جميع الوضعيات، وذلك في صورة اقتراح تيسيرا للأستاذ والتلميذ معا، دون أن يكون لذلك طابع الإلزام، بل قد يقرر الأستاذ ما هو أنسب منها التلاميذه. وقد يلاحظ مستعمل هذا الكتاب تکرار مسميات بعض الموضوعات في الوحدتين الأولى و الثانية، مثل كوريا وكوبا وغيرها. لكن سرعان ما يكتشف أن السياق التي وردت فيه تلك القضايا مختلف عن بعضه تبعا لمقتضيات مضامين المنهاج.

نأمل أن يجد الأستاذ في الدليل المرافق ما پرشده إلى الاستفادة الفضلى والإفادة الأجرى من هذا الكتاب، راجين له التوفيق والسداد في أداء مهمتة النبيلة.

عن المؤلفين. أ.د/ محمد البشير شنيتي